اقتحمت مجموعات استيطانية فجر الأربعاء المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة شرطية مشددة، فيما حاصرت شرطة الاحتلال والقوات الإسرائيلية الخاصة طلاب مصاطب العلم ومنعتهم من الاقتراب من مسار المستوطنين في المسجد الأقصى. وأوضح المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا أن نحو 134 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته بحراسة مشددة من الاحتلال. وأشار إلى تواجد المئات من طلاب العلم داخل باحات الأقصى، والذين تعالت أصوات تكبيراتهم رفضًا للاقتحام، لافتًا في ذات الوقت إلى أن القوات الخاصة الإسرائيلية صعدت من تضييقاتها ضد طلاب العلم، وحاصرتهم بشكل كبير. وأفاد أن شرطة الاحتلال دققت في الهويات الشخصية لطلاب العلم عند بوابات الأقصى، وحاولت اعتقال أحدهم بسبب التكبيرات التي لم تنقطع. ولفت إلى أن أذرع الاحتلال والمستوطنين يشنون تحريضًا متواصلًا على طلاب العلم وقضية التكبيرات، كونهم «ينزعجون منها، ويُطالبون بتنفيذ حملة ضدهم وملاحقتهم» مثلما أعلنوا مؤخرًا. وأوضح أن مؤسسة عمارة الأقصى قابلت تلك الممارسات بمزيد من المسابقات والفعاليات الرمضانية بما فيها تكثيف مصاطب العلم للرجال والنساء في أنحاء متفرقة من الأقصى. وأضاف أن المتطرف «نوعم فيدرمن» من نشطاء اليمين الذي يؤيدون هدم الأقصى أعلن أنه اقتحم المسجد برفقة ابنته وزوجته بالأمس، مدعيًا أنه أدى بعض الشعائر التلمودية الخاصة بالزواج، كما أن ابنته أدت شعائر بخصوص زواجها المرتقب. وبين أنه بحسب المواقع المتخصصة «بجماعات الهيكل» المزعوم فإن «فيدرمن» منع من اقتحام الأقصى لمدة عامين، ولكنه في الفترة الأخيرة عاود اقتحاماته من جديد. أوضح المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا أن نحو 134 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته بحراسة مشددة من الاحتلال. وذكر أن الأقصى يشهد تواجدًا مكثفًا من قبل حماة وسدنة المسجد الأقصى وصلوات دائمة لمنع مثل هذه الممارسة الإسرائيلية، ولكن الاحتلال يحاول تشويش الوضع في المسجد من خلال تلك الاقتحامات، مضيفًا «يبدو أنه انزعج من الأعداد الكبيرة التي وصلت من الضفة الغربية للأقصى، لذا شدد من إجراءاته الأمنية بحقهم». وختم أبو العطا «رغم كل هذه الإجراءات، إلا أننا ما زلنا ندعو أهلنا في الداخل والقدس والضفة لشد الرحال إلى الأقصى، وأن يشكلوا ضغطًا على الاحتلال من خلال التوجه بالمسجد، حتى نرسل رسالة واضحة لهم أن إجراءاتكم لن تمنعنا من الوصول إلى القدس والأقصى». بطاقات المقدسيين من جهة أخرى شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتحويل بطاقات الهوية الخاصة بالمواطنين المقدسيين إلى هويات مؤقتة، وذلك في خطوة تستهدف إنهاء وجودهم في المدينة. وقال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي «إن وزارة الداخلية الإسرائيلية، بدأت باتخاذ إجراءات تحدد من خلالها فترة إقامة أبناء القدس في المدينة بسقف زمني محدد، على اعتبار أن حامل الهوية يعتبر مجرد مقيم في المدينة وليس مواطنًا فيها». وأكد في بيان له أن هذا الإجراء يشكل مقدمة لسياسة جديدة في تهجير المقدسيين من خلال بوابة الإقامة وتحديدها. ولفت إلى أن عددًا من المقدسيين قاموا بتجديد بطاقات الهوية الخاصة بهم مؤخرًا، حيث لاحظوا أن سلطات الاحتلال أضافت فيها كلمة «مقيم» في هذه البطاقات كما حددت تاريخًا معينًا لمدة سريان هذه الاقامة، وسيصبح لسلطات الاحتلال القول الفصل في تمديد هذه الاقامة مستقبلًا أو رفض ذلك. وأضاف أن السلطات الإسرائيلية مددت الإقامة لأحد المقدسيين من 2013 حتى العام 2023، وعليه فإنه في العام 2023، سيتم تجديد الاقامة وإلا فإنه سيهجر من مدينته. ولفت إلى أنه بموجب هذه السياسة فإن كل مواطن مقدسي مضطر لإثبات مركز حياته، في كل توجه لوزارة الداخلية الاسرائيلية في القدس، ويشمل ذلك تقديم إثباتات تؤكد أنه مقيم بالقدس مثل فواتير الضرائب وإثباتات التأمين الوطني والصحي، وغيرها. وكانت «اسرائيل» بدأت بهذه السياسة منذ مطلع العام 1994، وتشير تقارير مؤسسات حقوقية إلى أن نحو 14 ألف بطاقة هوية تم إلغاؤها بحجة تغيير مركز الحياة (الإقامة). ونوه الرويضي إلى أنه بدأ بإطلاع بعض الجهات الدولية على الإجراءات الاحتلالية الجديدة، والتي منها إضافة كلمة «مقيم» في بطاقة الهوية، وتحديد الإقامة لفترة زمنية محددة، واصفًا هذا الإجراء بأنه سياسي، يهدف لتفريغ المدينة من سكانها الفلسطينيين، وتهجيرهم. وأشار إلى أن «إسرائيل» تسعى منذ سنوات طويلة وتعمل على تقليص أعداد الفلسطينيين في القدس إلى أقل من 15% من مجمل سكان المدينة، علمًا أن الاحصاءات تشير إلى أن الفلسطينيين يشكلون 38% من سكان القدس حاليًا. وفي السياق، ذكر مواطنون مقدسيون أنهم عندما توجهوا لتجديد بطاقات هوياتهم تفاجأوا بتحويل الهوية إلى مؤقتة، وكتب عليها «الوضع: تصريح إقامة دائمة حتى انتهاء سريان المفعول». وأشاروا إلى أنه عند انتهاء مفعول بطاقة الهوية يفاجأ المواطن بأنه قد لا يتم تجديد بطاقة هويته في حال عدم وجود إثباتات أنه يقيم في القدس.