أفادت «مؤسسة الاقصى للوقف والتراث» أن نحو 200 من أطفال المستوطنين والشباب اليهودي اقتحم ودنس المسجد الاقصى صباح امس وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، فيما سادت حالة الغضب الشديد من المصلين وطلاب العلم المنتشرين في المسجد الاقصى، والذين تعالت أصواتهم بالتكبير تعبيرًا عن رفضهم لهذا الانتهاك لحرمة الاقصى، خاصة وأنه يأتي عشية حلول شهر رمضان المبارك. وقالت «مؤسسة الاقصى»: ان الاقتحامات توالت على المسجد الاقصى المبارك، حيث قامت نحو خمس مجموعات باقتحام الاقصى وتدنيسه من جهة باب المغاربة، في وقت تشدد قوات الاحتلال من تواجدها حول مصاطب العلم في المسجد الأقصى. وكانت المجموعة الاولى والثانية التي اقتحمت الاقصى صباحًا هي مجموعة من المستوطنين، تبعها اقتحام من مجموعتين من أطفال المستوطنين برفقة والديهم ومرشدين، اما المجموعة الرابعة فكانت من شباب يهود من الذكور والاناث تتقدمهم جندية تلبس الزي العسكري اقتحموا الاقصى بلباس فاضح، وقاموا بحركات مشينة، حيث تعالت أصواتهم بالضحك والكلمات الساخرة، وقاموا بتصوير انفسهم بوضعيات غير لائقة. في سياق متصل أعلنت منظمات يهودية انها قررت نقل مقر نشاطها بنصب «خيام الاحتجاج» وتفعيل ملف تسريع بناء الهيكل المزعوم، من «حديقة ساقر» الى ارض مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية، علمًا ان المؤسسة الاسرائيلية حوّلت أغلب أرض المقبرة الى حديقة عامة تحت اسم «حديقة الاستقلال»، فيما تنظم منظمات أخرى أيامًا دراسية ومؤتمرات متعددة حول قضية بناء الهيكل المزعوم تبدأ اليوم وتنهي يوم الثلاثاء المقبل، في ذكرى ما يطلقون عليه ذكرى خراب الهيكل -التاسع من آب- تترافق أغلبها بدعوة الى اقتحامات للمسجد الاقصى، او مسيرات بمحاذاة ابوابه. الى ذلك اكدت المؤسسة ان مواصلة الاحتلال هذه الانتهاكات للاقصى ومحاولة فرض أمر واقع جديد في الاقصى، والحديث المتكرر عن تقسيم الاقصى أو بناء الهيكل المزعوم، لن يعطي الاحتلال أي حق أو أي سيادة في المسجد الاقصى، وان أرادتنا لن تنكسر امام عنجهية الاحتلال، وسنظل نمد المسجد الاقصى بأكبر عدد من المصلين، لكن في نفس الوقت ندعو الامة الى الالتفات والتنبه الى الوضع الخطير الذي وصل اليه المسجد الأقصى، على أمل ان يكون للامة تحرك ينقذ الأقصى ويحميه من الاحتلال الاسرائيلي. وحاول مستوطنون متطرفون امس، نصب خيمة في أرض محاذية لأحد المنازل الواقعة في جبل الزيتون المُطل على المسجد الأقصى المبارك بالقدسالمحتلة، بحجة امتلاكهم أوراق ملكية للأرض. وأفادت مصادر محلية أن المستوطنين حاولوا نصب خيمة في أرض محاذية لمنزل عائلة سالم القالوني، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين أصحاب المنازل المحاذية للأرض والمستوطنين، واعتدوا على صاحب المنزل بضربه على رأسه، نقل على إثره للعلاج في المستشفى. وأضافت ابنة صاحب المنزل أم إبراهيم، أن مجموعة من المستوطنين اقتحمت الأرض المحاذية لمنزلهم، ونصبت خيمة بذريعة امتلاكها للأرض التي تبلغ مساحتها حوالي 110 دونمات، مشيرة إلى أن الأرض هي أرض وقف إسلامي، توقفها عائلة الأنصاري المقدسية منذ مئات السنوات. ولفتت إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها المستوطنون اقتحام الأرض، وإقامة البؤر الاستيطانية فيها، مضيفة ‹هم يسخّرون أموالهم وجمعياتهم وينصبون الخيام لتزوير الحقائق ونحن نسخّر أجسادنا ودماءنا للحفاظ على أراضينا وهويتنا›. من جانبه، قال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس المحامي أحمد الرويضي، ‹إن خطوة المستوطنين امس وبحماية شرطة الاحتلال تؤكد أنها عملية ممنهجة متكاملة، مشيرًا إلى إعلان عرّاب الاستيطان الإسرائيلي ‹إيتان جيفع›، أنهم ينوون الاستيلاء على 40 عقارًا في القدس خلال الأيام المقبلة. وحذر الرويضي من تبعات سلوكيات الاحتلال وأذرعه تجاه القدس والمقدسيين، قائلًا: ‹›نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك وأي محاولة للتنغيص على المقدسيين وفرض تضييقات جديدة عليهم من الممكن أن تفجر أزمة لا تحمد عقباها››. من ناحيته، أكد مدير مركز القدس للتنمية خالد زبارقة أن نصب المستوطنين لخيمة في أرض تُطل على المسجد الأقصى، تأتي في إطار الدعوات التي أطلقتها جمعيات يهودية متطرفة لنصب خيام في محيطه؛ لإحياء ذكرى ما يسمونه ‹خراب الهيكل› المزعوم، ولتحويلها إلى بؤر استيطانية تكمّل مخططات الاحتلال التهويدية التفريغية لمدينة القدس. من ناحية ثانية، كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب، عن أن ما يسمى ب»اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية» في القدسالمحتلة صادقت مؤخرًا على إقامة حديقة استيطانية جديدة جنوب مدينة القدسالمحتلة، ستمتد على أراضي قرية الولجة الفلسطينية، وستلاصق حدودها جدار الفصل الذي سيفصل القرية عن أراضيها. وقالت صحيفة هآرتس العبرية امس إنه سيطلق على الحديقة اسم «رفاييم»، بحيث ستمتد على مساحة 5700 دونما (الدونم ألف متر مربع) على المدخل الجنوبي لمدينة القدسالمحتلة، وستضم الحديقة أماكن ترفيه، ورياضة، ومسرب لسائقي الدراجات الهوائية بحيث تندمج مع حديقة «المتروبولي» التي تحيط بالقدس من ثلاث جهات. وأوضحت الصحيفة أن نصف مساحة الحديقة سوف تكون خارج منطقة الخط الأخضر، ووفقًا للتقديرات فإن 1200 دونما من مساحة الحديقة ستمتد على الأراضي الزراعية لأهالي قرية الولجة، كما سيشمل المشروع المدرجات الزراعية التابعة للقرية التي أقامها الأهالي للأغراض الزراعية بما في ذلك المدرجات القديمة، التي كان قد لحقها الأذى بسبب إقامة جدار الفصل العنصري وشق شوارع أمنية في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن أهالي القرية قولهم إن هذه المدرجات والمنظر الطبيعي سيتعرضان للخطر في حال تنفيذ هذا المشروع، بالإضافة إلى ما يسببه جدار الفصل العنصري.