واصلت مجموعات المستوطنين اليهود أمس الخميس اقتحام المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلية، استجابة لدعوة أطلقها متطرفون من مستوطنة (كريات أربع) بالخليل (جنوب الضفة الغربية)، فيما تواصلت الإدانات الفلسطينية المختلفة لتلك الاقتحامات.وقال ماهر قيسي رئيس حرس المسجد الأقصى ل(المدينة) «بدأ المستوطنون التوافد على بابي المغاربة والسلسلة منذ الثامنة صباحا، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية أقامت حواجز حديدية في شوارع البلدة القديمة وفتشت المواطنين المقدسيين ودققت في هوياتهم قبل أن تسمح للرجال والنساء فوق 50 عاما بالوصول إلى بوابات المسجد، مشيرا إلى أنه عند البوابات تسحب قوات الاحتلال بطاقات الهوية من المقدسيين وتمنحهم ورقة صغيرة يستردون بها الهوية عند الخروج، بهدف معرفة هوية الموجودين في الأقصى. وأضاف قيسي «في نحو الثامنة والنصف سمحت قوات الاحتلال لأول مجموعة من المستوطنين وعددها 12 شخصا بالدخول إلى المسجد تحت حراسة القوات الخاصة بالشرطة الإسرائيلية، أعقبها مجموعة ثانية مكونة من 17 شخصا، بينهم 9 نساء، ثم المجموعة الثالثة وضمت 30 مستوطنا»، مشيرا إلى أن المستوطنين تجولوا في باحات المسجد، بعد أن أغلقت القوات الإسرائيلية المصلى القبلي أمام المصلين، لوقوعه أمام باب المغاربة، موضحا أنه تم اعتقال 4 من المرابطين المسلمين بالمسجد بينهم أحد حراس المسجد، وتم اقتيادهم لجهة غير معلومة.وكان المئات من المستوطنين اليهود قد نظموا الليلة قبل الماضية مسيرة ضخمة جابوا خلالها طرقات وأسواق البلدة القديمة بالقدس، فيما أجبرت قوات الاحتلال التجار على إغلاق متاجرهم لتأمين المسيرة. وخرج مئات المستوطنين من جهة حائط البراق (حائط المبكى) باتجاه حي «الواد» بالبلدة القديمة وسط حراسة عسكرية مشددة، وكانوا يحملون الأعلام الإسرائيلية ويقرعون الطبول كما شكلوا حلقات للرقص والغناء، وأدوا طقوسا يهودية على بعض أبواب المسجد الأقصى من الخارج وخاصة بابي الحديد والقطانين.من جهتها، أدانت الرئاسة الفلسطينية الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى، وقالت في بيان للناطق باسمها نبيل أبو ردينة «إن هذا تصعيد خطير واستفزازي، ويكمل سلسلة الهجمات التي يقوم بها المتطرفون على المقدسات من مساجد وكنائس، وستكون لها عواقب وخيمة لا تحمد عقباها». وحمل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسئولية هذا التصعيد، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإجبار السلطات الإسرائيلية لوقف هذه الأعمال الاستفزازية التي تمس حرية العبادة. كما أدان الشيخ محمد حسين مفتى عام القدس والأراضي الفلسطينية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وقال ل(المدينة) «نطالب بوقفة عربية وإسلامية قوية لمواجهة تلك الاقتحامات، المسجد الأقصى على وشك الضياع».وكشف الشيخ محمد حسين عن أن السلطات الإسرائيلية تقوم بتوزيع خرائط وصور على السياح الذين يزورون القدس يظهر فيها الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى، وقبة الصخرة. واستنكر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الاقتحامات المتكررة التي ينفذها المستوطنون اليهود للمسجد الأقصى، وقال ل(المدينة) « التطاول على المسجد الأقصى هو تطاول على القدس ومسلميها ومسيحييها، مضيفا «سيبقى مسلمو ومسيحيو القدس جبهة واحدة في الدفاع عن المقدسات فمن يعتدي اليوم على المسجد الأقصى سيعتدي غدا على كنيسة القيامة». وحذر أحمد قريع رئيس لجنة القدس بمنظمة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة في مؤتمر صفي عقده أمس بالقدس من أن مخططات التهويد التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية في مدينة القدس باتت في مراحلها النهائية، ودعا إلى وقفة عربية وإسلامية جادة لإنقاذ القدس قبل أن تضيع.»إن إسرائيل لديها خطة مدروسة وممنهجة لتهويد القدس وضعت لها مدة زمنية لتنفيذها.. والمشروع هو تهويد القدس.. والآلية هي خلق وقائع على الأرض بشكل أحادي الجانب بقرار إسرائيلي وهذا يجري الآن تطبيقه بأوسع أشكاله». وقال قريع «أهم عقبة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي هي الوجود الفلسطيني في القدس، والاحتلال يحاول التغلب على ذلك بتقليل هذا الوجود عبر خطط ممنهجة منها: منع البناء الفلسطيني، وفرض الضرائب الجنونية والعديد من الأساليب لاقتلاع الوجود الفلسطيني من القدس ومحيطها». ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس 21 فلسطينيا في الضفة الغربيةوالقدس. وقالت مصادر فلسطينية إن عناصر الوحدات الخاصة بالشرطة الإسرائيلية اعتقلت أربعة من الشبان المصلين المرابطين في باحات المسجد الأقصى بالإضافة على شاب من بلدة عرابة جنوب جنين، بالإضافة إلى سبعة مواطنين فلسطينيين من بلدة عزون شرق محافظة قلقيلية تتراوح أعمارهم بين 19 و 22 عاما.كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس وشوهدت سياراتها العسكرية في عدة مناطق، خاصة في المنطقة الشرقية ومحيط مخيم عين بيت الماء، وفتشت عدة منازل في المخيم، واعتقلت تسعة مواطنين.