خيمة تتناسل منها لغة الوفاء .. أعمدتها إنارة ضوء لأولئك الذين سكنوا محطة النسيان .. أبدعوا ونثروا الروائع في زمانهم .. لكن ذاكرة الأجيال غيبتهم عنا ..!! وحدها تلك الخيمة المطلة على كورنيش الخبر .. من تعيدهم للذاكرة .. بطلتهم البهية .. وتجاعيد الوجوه التي كانت يافعة في المستطيل الأخضر ..!! واحة جمال العلي خف وهجها في السنوات الماضية .. وتنازلت عن لياليها الرمضانية المتوهجة .. لكنها عادت مساء أمس بحلة جديدة .. بوفاء جديد لأسماء شرقاوية كبيرة قدمت الغالي والنفيس لرياضة الساحل الشرقي ..!! ذاكرتي .. لم تخوني .. وأناملي تقودني لخيمة العلي لسنوات طويلة مضت .. استرجع فيها شريط الذكريات منذ أن كنت محررا يلهث وراء الأسماء الكبيرة .. وكانت تلك الخيمة برونقها الجميل تلبي طموحاتي بوجود عمالقة الرياضة بالساحل الشرقي .. وفي بعض الأحيان وجوه شهيرة من خارج المنطقة لها ثقلها في الوسط الرياضي ..!! خيمة العلي هي خير من يقدم هذا التاريخ .. وهي فرصة لحملة القلم في المنطقة الاستفادة من العمالقة الذين يرتادون تلك الخيمة المضيئة بأسماء بدأت منذ تأسيس الرياضة والأندية بالساحل الشرقي ..!! لقد أفرزت تلك الخيمة الرمضانية حراكا رياضيا ثقافيا اجتماعيا شرقاويا .. وكان ربانها جمال العلي بحسه الكبير في العلاقات الاجتماعية ناجحا في تقديم الأفكار والعناوين المهمة لها .. ما بين تكريم وطرح ومحاضرات وندوات يقدمها من عصرتهم الحياة الرياضية لأكثر من ربع قرن ..!! ولا أنسى أن خيمة العلي .. كانت ومازالت مرجعا تاريخيا مهما ليس فقط لرياضة المنطقة .. بل لرياضة المملكة .. بوجود المربي الفاضل استاذنا عبدالله فرج الصقر .. الذي يعد أبرز مؤرخي الرياضة ليس على مستوى المملكة فقط .. بل على مستوى الخليج .. وللأسف هذه الشخصية المرموقة تاريخيا غير مستفاد منها لا من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم .. ولا من قبل اللجنة الأولمبية السعودية .. ولا حتى من الإعلام الرياضي ..!! أعود للخيمة التي كانت دفئا لكل إعلاميي الساحل الشرقي في رمضان صغيرهم وكبيرهم .. استاذتهم وتلاميذهم ..لكنها في السنوات الأخيرة تراجعت عن هذه المهمة التي كانت بحق أشبه بمنتدى رياضي ثقافي اجتماعي في ليالي رمضان .. ولا أريد هنا أن أحمل العلي أو الإعلاميين سبب التباعد .. ولكنني أتمنى أن تكون أمسية الأمس قد أعادت هذا الوهج .. لتبدأ هذه الخيمة محطة وصل للإعلام والرياضيين من جديد ..!! استعيد شريط الذاكرة من جديد لهذه الخيمة .. وأغوص معها في حقل معلوماتها الكثيرة .. فمن خلالها تعرفت على أول محترف سعودي في الخارج وكان سالم فيروز تقريبا في ستينيات القرن الماضي في قطر .. وكانت هذه المعلومة غائبة عن الجميع .. وأبحرنا في خيمة العلي مع القدير خليل الزياني في ذكريات الماضي .. !! بصراحة أكثر .. خيمة العلي قدمت الكثير لرياضة المنطقة .. واستمرارها مسئولية الجميع .. وليس فقط ربانها .. فهي بحق تمثل جوانب عديدة لرياضتنا في المنطقة .. والمطلوب تفعيلها في ليالي رمضان .. وجعلها أسبوعية دورية بعد رمضان .. لما لها من ثقل كبير على الساحة .. وما الحضور الكبير في أمسية الأمس للرياضيين القدامى إلا دلالة واضحة على أهمية منبر الخيمة في التواصل بين الأجيال ..!! وبصراحة أكثر وأكثر .. الإعلام والإعلاميون محتاجون للتاريخ .. وخيمة العلي هي خير من يقدم هذا التاريخ .. وهي فرصة لحملة القلم في المنطقة الاستفادة من العمالقة الذين يرتادون تلك الخيمة المضيئة بأسماء بدأت منذ تأسيس الرياضة والأندية بالساحل الشرقي ..!! أعجبت بفكرة التكريم للمنسين .. والمهم أن ذلك التكريم شمل تقريبا كل من تفانى في خدمة ناديه .. والأهم أن عبق التاريخ الشرقاوي تواجد في أمسية الأمس .. وكفى ..!!