احتفلت مصر، الاربعاء، برئيسها المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، الذي أدى اليمين القانونية، كرئيس مؤقت للبلاد، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، الليلة قبل الماضية، من قبل القوات المسلحة التي انحازت لإرادة الشعب.. فيما تلقت مصر تهاني العديد من زعماء العالم، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وفي كلمة قصيرة، عقب أدائه اليمين، قال منصور، إنه يتمنى ألا يرحل الثوار عن الميدان وأن يتناقلوا الثورة جيلاً بعد جيل. مؤكداً إن «أعظم ما تم في 30 يونيو أنه جمع الشعب دون تمييز، وكان للشباب فضل الريادة، وأنبل ما في هذا الحدث أنه جاء تعبيرًا عن آمال الأمة وأمانيها ولم يكن دعوة لتحقيق مطالب خاصة». أعلن في ساعة مبكرة من فجر أمس، عن اعتقال رئيس مجلس الشعب السابق، د. سعد الكتاتني، والقياديين بالجماعة عصام العريان ورشاد البيومي، وحازم أبو إسماعيل، فيما يجري البحث عن محمد البلتاجي وصفوت حجازي وعاصم عبد الماجد وطارق وعبود الزمر.. تمهيداً لمحاكمتهم بتهمة التورط في التحريض على العنف والقتل. سقوط الرئيس واضاف «ان ضمان روح الثورة يحمل لنا بشائر الامل في التمسك بمبادئ هذه الثورة وقيمها الجديدة وفي مقدمتها ان تنتهي الى غير رجعة، وأوضح أنه يتطلع إلى «إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإرادة شعبية حقيقية غير مزيفة، وذلك هو المدخل الآمن الوحيد نحو مستقبل أوفى ديمقراطية وأوفر عدلاً وأطهر سلوكًا، تتحقق فيه رفعة الوطن وعزة الشعب». ووجه الرئيس المؤقت التحية للشعب المصري «الثائر الصابر الذي أثبت للدنيا كلها أنه لا ينحني» كما وجه تحية للشباب، والقوات المسلحة الباسلة «التي لم تتردد لحظة في الاستجابة لإرادة الشعب». كما حيا القضاء والشرطة والإعلام. مشاورات الحكومة في ذات السياق، بدأ المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، بعد ظهر أمس، الخميس، مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية، بدأها بلقاء الدكتور كمال الجنزوري المرشح لرئاسة الحكومة. وسط تفاؤل جميع القوى السياسية بمرحلة جديدة، يكون فيها الوطن للجميع دون إقصاء أو استكبار. ورجح سياسيون في القاهرة، أن يعمد الجنزوري في حال تكليفه إلى تشكيل حكومة تكنوقراط في أقل من أسبوع. أشارت مصادر قضائية وعسكرية، إلى إن المستشار أحمد عز الدين القائم بأعمال المحامي العام لنيابات جنوبالقاهرة الكلية، أصدر الخميس أمرا بضبط وإحضار المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر. لاتهامهما بالتحريض على قتل 8 متظاهرين سلميين أمام مقر مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان بالمقطم، قبل أيام. حملة ضبط وأعلن في ساعة مبكرة من فجر أمس، عن اعتقال رئيس مجلس الشعب السابق، د. سعد الكتاتني، والقياديين بالجماعة عصام العريان ورشاد البيومي، وحازم أبو إسماعيل، فيما يجري البحث عن محمد البلتاجي وصفوت حجازي وعاصم عبد الماجد وطارق وعبود الزمر.. تمهيداً لمحاكمتهم بتهمة التورط في التحريض على العنف والقتل. وشهدت مدينة الإنتاج الإعلامي، حملة أمنية الليلة قبل الماضية، للقبض على دعاة الفتنة في القنوات الدينية، وشوهدت عناصر من الشرطة والجيش، وهي تغلق قنوات «مصر 25» التابعة للإخوان، وقنوات أمجاد والناس والرحمة المحسوبة على تيارات دينية، بالشمع الأحمر، بعد قطع البث الفضائي عنها. يذكر أن الليلة قبل الماضية، وعقب إلقاء بيان القيادة العسكرية، حدثت أعمال عنف وشغب في أماكن متفرقة بالبلاد، من قبل مؤيدي الرئيس المخلوع، سقط فيها قرابة 14 قتيلاً، و300 مصاب، كانت أعنفها في حي سيدي بشر بالإسكندرية، حيث قتل ثلاثة وأصيب أكثر من 100، في اعتداءات أنصار الإخوان على الأهالي في الشوارع احتجاجاً على عزل مرسي، كما قتل 6 آخرون في مطروح في معركة بالرصاص، إضافة لثلاثة قتلى في محافظة المنيا بصعيد مصر.
أوباما يدعو إلى انتخاب حكومة مدنية جديدة بسرعة في مصر دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما الى اجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر معربًا عن «قلقه العميق»، بعد ساعات من اطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي. ومن جهة أخرى، أعلن اوباما أنه سيطلب من الوكالات والوزارات المعنية درس «التداعيات» الشرعية للوضع الجديد بالنسبة للمساعدة الأمريكية التي تدفع سنويًا لمصر والتي بموجب القانون الأمريكي لا يمكن أن تدفع لبلد جرى فيه انقلاب عسكري. وتلقى الجيش المصري الذي يقيم علاقات وثيقة مع البنتاغون مبلغ 1,3 مليار دولار هذا العام. وقال الرئيس الأمريكي في بيان بعد اجتماع مع مسشاريه في الامن القومي بالبيت الابيض «أدعو الآن الحكم العسكري المصري إلى اعادة جميع السلطات سريعًا وبشكل مسؤول الى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيًا من خلال عملية مفتوحة وشفافة».
هيغ : لندن «ستعمل» مع السلطة الجديدة في مصر قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الخميس ان بريطانيا «ستعمل» مع السلطة الجديدة في مصر، مؤكدا من جديد ان لندن لا تدعم «التدخلات العسكرية». وقال هيغ للبي بي سي غداة نشره بيانا في هذا الاتجاه مساء الاربعاء «لا ندعم التدخل العسكري في نظام ديمقراطي». واضاف «لكننا سنعمل مع السلطات في مصر». وتابع هيغ «انه الواقع العملي للدبلوماسية»، مشيرا الى ان بريطانيا «تعترف بالدول لا بالحكومات». وقال الوزير البريطاني «علينا ان نفعل ذلك من اجل مواطنينا البريطانيين ولان هناك عددا كبيرا من الشركات البريطانية التي تعمل هناك». لكن هيغ رأى في الوقت نفسه ان ازاحة الجيش لمرسي «سابقة خطيرة». واضاف «لكن هذا حدث الآن وعلينا الاعتراف بان الوضع سيتطور». وتابع «علينا ان ندرك ان هذا التدخل (من جانب الجيش) يلقى شعبية. لا شك في ذلك بناء على قراءة الرأي العام الحالي في مصر».