نقل الرئيس المصري محمد مرسي الذي اطاح به الجيش الى وزارة الدفاع فجر اليوم الخميس بينما احتجز فريقه في احد المباني العسكرية وذلك قبل بضع ساعات على ادلاء خلفه بالوكالة لليمين الدستورية لبدء مرحلة انتقالية حساسة. وياتي توقيف اول رئيس مدني واسلامي لمصر وفريقه بعد سلسلة من الاجراءات اتخذتها قوات الامن من بينها توقيف 300 عنصر من جماعة الاخوان المسلمين الذين ينتمي اليهم مرسي من ضمنهم مسؤولين كبار. واثار قيام الجيش بتعليق العمل بالدستور واعلانه تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور ادارة البلاد مؤقتا، قلقا في الخارج حيث دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اعادة النظر في المساعدة العسكرية الاميركية الى مصر بينما طالب الاتحاد الاوروبي باجراء انتخابات رئاسية بشكل سريع. وعلى الاثر تم بث تسجيل فيديو جدد فيه مرسي القول انه الرئيس المنتخب لمصر مما اثار مخاوف بحصول اعمال عنف جديد في البلاد. وبينما كان معارضو مرسي يحتفلون في ميدان التحرير، في مشهد يذكر بالابتهاج الشعبي بعد اسقاط حسني مبارك في /فبراير 2011، هاجم انصاره مبان تابعة لقوات الامن في شمال البلاد. وقتل سبعة من انصار مرسي في مواجهات مع قوات الامن في مرسى مطروح والاسكندرية على ساحل المتوسط. كما قتل ثلاثة من معارضي الرئيس المخلوع في مواجهات مع مؤيدين له في المنية وقال احد المتظاهرين الذين كانوا يلوحون بالاعلام ويطلقون ابواق السيارات انها لحظة تاريخية اخرى، لقد تخلصنا من مرسي ومن الاخوان المسلمين وبعد اعمال العنف التي شابت التظاهرات واوقعت 47 قتيلا منذ 26 /يونيو، حذرت وزارة الداخلية من انها سترد بحزم على اي اضطرابات وتم نشر عربات مدرعة في القاهرة لمنع الوصول الى التجمعات المؤيدة لمرسي. واعلن جهاد الحداد المسؤول في الاخوان المسلمين اعلن الاربعاء ان مرسي وفريقه معتقلون في مبنى عسكري وان مرسي فصل عن فريقه ونقل الى وزارة الدفاع واضاف الحداد ان مرسي وجميع الفريق الرئاسي هم في الاقامة الجبرية في نادي الحرس الجمهوري.واكد مسؤول عسكري رفيع المستوى في وقت مبكر من صباح الخميس لوكالة فرانس برس ان الجيش المصري يحتجز محمد مرسي. وصرح المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته ان مرسي محتجز بصورة وقائية، ملمحا الى امكان توجيه اتهامات ضده. واضاف ان قرارا بمنع السفر صدر بحقه وبحق عدد من مسؤولي الجماعة من بينهم المرشد الاعلى محمد بديع والمسؤول الثاني خيرت الشطر والقياديان عصام العريان ومحمد البلتاجي. كما اكدت مصادر امنية اعتقال ليل الاربعاء الخميس رئيس حزب الحرية والعدالة (اخوان مسلمون) سعد الكتاتني ونائب المرشد العام للاخوان المسلمين رشاد البيومي. واوقفت قوات الامن بث قناة التلفزيون التابعة للاخوان المسلمين وقامت بتفتيش مكاتب قناة الجزيرة مباشر التي بثت تسجيل فيديو لمرسي. واعلن المعارض عمرو موسى ان المشاورات من اجل تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية. واعلن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في بيان تلاه بنفسه واذاعه التلفزيون الرسمي ان القوات المسلحة إستناداً على مسؤوليتها الوطنية والتاريخية قررت التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون إستبعاد أو إقصاء لأحد. واضاف ان المجتمعين اتفقوا على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصي أحداً من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والإنقسام. واوضح ان الخطة تشمل تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت وجراء إنتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الإنتقالية لحين إنتخاب رئيس جديد. وفي ميدان التحرير، عاد المتظاهرون لترديد هتاف ارفع رأسك فوق انت مصري الذي سبق ان تعالى فور اسقاط حسني مبارك في 11/فبراير 2011 واطلق الشباب الالعاب النارية وهم يهنئون بعضهم البعض بنجاحهم في تحقيق هدفهم. وفي الخارج، اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن قلقه العميق ودعا الى انتخاب حكومة جديدة، كما ابدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قلقه لتدخل الجيش. من جهتها، اخذت باريس علما بانعقاد انتخابات جديدة ودعت الى الحفاظ على السلم المدني، كما دعت لندن الى الهدوء معربة عن معارضتها لتدخل الجيش. وبعث العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء الاربعاء برقية للمستشار عدلي منصور الرئيس الانتقالي لجمهورية مصر العربية هنأه فيها بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية.