أدى رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور، اليمين أمام أعضاء الجمعية العامة للمحكمة، كرئيس مؤقت لمصر، متعهداً إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية "حقيقية". وسط ترحيب دولي بالخطوات التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، بعد سلسلة من الإحتجاجات والتظاهرات الشعبية، والتي قُدر عددها بالملايين، مطالبة باستقالة مرسي. وأكد منصور، في أول خطاب له بعد أداء القسم، الاتجاه نحو "إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإرادة شعبية حقيقية غير مزيفة"، مشدداً على أن ذلك "هو الأمل الوحيد من أجل غد أكثر ديموقراطية". ووجه تحية إلى الشباب والقضاء والإعلام و"رجال وزارة الداخلية"، خاصاً بالذكر "القوات المسلحة الباسلة، التي كانت دائماً ضمير أمتها، ولم تتردد لحظة في تلبية نداء الوطن والاستجابة لمطالب الشعب". وفي أولى ردود الفعل العربية والدولية، هنّأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في برقية الرئيس المصري الجديد المستشار عدلي منصور، وعبّر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، عن دعم بلاده لمصر قيادةً وشعباً في "هذا الظرف المفصلي". ودعا الاتحاد الاوروبي الى عودة سريعة الى الديموقراطية في مصر، أملاً بان تكون الادارة الجديدة ممثلة بشكل كامل لمختلف الاطياف. وفيما عبّرت جهات أمنية إسرائيلية عن تخوفها من إقدام تنظيمات "جهادية" في سيناء، على تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تعليمات لوزرائه تقضي بعدم إطلاق تصريحات، بشأن إقالة الجيش المصري للرئيس محمد مرسي، . في حين أفيد عن إيداع اثنين من قياديي جماعة الأخوان في سجن طرة، حيث يحتجز الرئيس السابق حسني مبارك، صرّح مسؤول كبير في جماعة الأخوان المسلمين، لوكالة فرانس برس، فجر اليوم الخميس، أن "الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، الذي أطاحه الجيش، نقل بمفرده إلى وزارة الدفاع". وذكرت صحيفة الأهرام أن "مرسي رفض عرضاً بمغادرة البلاد إلي اليمن أو قطر أو تركيا، أو إلى أي جهة أخرى يحددها، كما رفض إعلان التنحي بمحض إرادته". وقال جهاد الحداد، إن "الرئيس مرسي وفريقه الرئاسي موضوعون تحت الإقامة الجبرية في نادي الحرس الجمهوري، إلا أن مرسي فصل بعد ذلك عن فريقه ونقل إلى وزارة الدفاع". ومن جهة ثانية، أكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أنه "ألقي القبض على سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس البرلمان السابق، ورشاد البيومي أحد نواب مرشد الجماعة، وهما محتجزان في سجن طرة، الذي يقع على مشارف القاهرة، المسجون فيه مبارك مع ابنيه علاء وجمال". وبحسب صحيفة "الأهرام" فإن "جماعة الأخوان المسلمين عرضت على وزير الدفاع ، أن توافق الجماعة علي تنحي الرئيس والابتعاد عن الحكم، إلا أنها تطلب مهلة يومين آخرين للتشاور وتنظيم نفسها، والاستعداد للوضع الجديد، لكن العرض وجد رفضاً جماعياً، وتصميماً على الاستمرار في الإجراءات وإعلان البيان". وكانت مصادر أمنية مصرية قالت فجر اليوم إنه يتم العمل على ضبط 300 شخص من قيادات جماعة الأخوان المسلمين بعد أن كان قد تم القبض على رئيس "حزب العدالة والحرية" سعد الكتاتني والنائب الأول لمرشد "جماعة الأخوان المسلمين" رشاد بيومي. ونقل موقع (بوابة الأهرام) عن مصدر أمني مسؤول بمديرية أمن الجيزة إنه تم إعداد قرارات ضبط وإحضار ل300 شخص من قيادات جماعة الإخوان المسلمين. وأشار المصدر إلى أن قوات من أمن الجيزة، بالاشتراك مع العمليات الخاصة والأمن الوطني، تستعد لإخلاء ميدان نهضة مصر أمام جامعة القاهرة من المتظاهرين المؤدين للرئيس محمد مرسي. وكانت اعمال عنف انطلق بُعيد اعلان بيان القوات المسلحة، إذ أفيد ليلاً عن "قيام مؤيدين لمرسي بإطلاق النار في شكل كثيف ومتقطع، في بعض مناطق المدينة، وتحطيم عدد من واجهات المحلات، وقطع الطريق أمام حركة المركبات في محيط ميدان المحطة". واستمرت هذه الأعمال حتى فجر اليوم إذ أضرم مجهولون النار، بعدد من خيام معتصمين مؤيدين للرئيس المصري المعزول، في محيط مسجد رابعة العدوية شمال القاهرة. وأعلنت القوات المسلّحة المصرية، مساء أمس، تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا شؤون البلاد مؤقتاً، وقالت إنها "قرارات أتت استجابة لمطالب الشعب". لكن الرئيس المصري محمد مرسي، دعا إلى عدم الاستجابة إلى ما وصفه ب"الانقلاب العسكري"، والحفاظ على سلمية الأداء، وتجنّب التورّط في دماء أبناء الوطن.