أكدت البنوك السعودية على تسجيل تراجع ملموس في معدل تلقي البلاغات والشكاوى المتعلقة بمحاولات تعرض عملائها لعمليات تحايل مالي أو مصرفي ، في الوقت الذي تتزايد فيه وتيرة العمليات المصرفية المنّفذة بواسطة القنوات الإلكترونية أو استخدام البطاقات الائتمانية على نحو قياسي، في دلالةٍ على الثقة المتنامية لعملاء البنوك السعودية ببيئة التعاملات المصرفية المحلية، وكفاءة القنوات المُتاحة أمام العملاء لتلبية احتياجاتهم المصرفية ، جاء ذلك خلال حفل تدشين المرحلة الخامسة لحملة التوعية بعمليات الاحتيال المالي والذي أقامته البنوك السعودية يوم أمس الاثنين في فندق فورسيزونز الرياض، بحضور أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ، ومحمد اليامي والدكتور محمد العوض عضوا فريق العمل الإعلامي والتوعية المصرفية وحضور جمع غفير من ممثلي وسائل الصحافة والإعلام. ولفت حافظ في كلمته إلى أن المملكة تمكنت من الحفاظ على مكانتها الريادية كواحدةٍ من أكثر الأسواق العالمية أماناً وكفاءة في التعاملات المالية وتنفيذ العمليات المصرفية ، وأقلّها تعرضاً لمحاولات التحايل والاختراق ، مرجعاً ذلك إلى السياسات الحصيفة التي تتبناها مؤسسة النقد العربي السعودي والبنوك السعودية بغية تعزيز معايير الأمان لأنظمتها وقنواتها المصرفية ، وإحاطة العملاء بأبعادٍ إضافية من الحماية المتقدمة لتمكينهم من تنفيذ عملياتهم المصرفية وتلبية احتياجاتهم براحة وسهولة ومرونة عالية . واعتبر حافظ أن المرحلة الحالية لحملة التوعية بعمليات الاحتيال المالي (لا تِفشيها) تعدّ امتداداً للمراحل السابقة التي أطلقتها البنوك السعودية منذ عام 2009 وأثبتت نجاعتها في تفعيل التواصل مع العملاء والجمهور العام ، بهدف زيادة وعيهم بعمليات وأساليب التحايل ، وتبصيرهم بالأسس والمحاذير الواجب اتباعها للحفاظ على حقوقهم ومدخراتهم من عبث المحتالين، خاصة في ظل الإقبال المتزايد على القنوات المصرفية الإلكترونية من قبل العملاء على اعتبارها قنوات فاعلة وحيوية لتنفيذ عملياتهم وتستحوذ على أكثر من 60 بالمائة من إجمالي العمليات البنكية المنفّذة، مشيراً إلى أن تجربة البنوك السعودية في التوعية بعمليات الاحتيال المصرفي تعتبر رائدة من نوعها على الصعيدين العربي والإقليمي وحظيت بتقدير وإعجاب من قبل الدول المجاورة ، وحول توقعاته بحجم محاولات التحايل المالي التي تشهدها السوق السعودية سنوياً، أكد حافظ على تلك المحاولات لا زالت تمثّل الحدّ الأدنى من المعدلات المتعارف عليها دولياً، حيث لا تتجاوز تلك المحاولات خانة الألوف وفي حدودها الدونية سنوياً بما في ذلك عمليات سرقة البطاقات الائتمانية أو الأرقام السرية والبيانات البنكية والشخصية للعملاء، قياساً بمليارات العمليات المصرفية التي يتم إجراؤها سنوياً والتي من ضمنها على سبيل المثال تنفيذ أكثر من 1.3 مليار عملية سحب نقدي فقط من أجهزة الصرف الآلي خلال العام الماضي، مشدداً على أن تلك الحملة تندرج ضمن المفهوم «الاحترازي والوقائي» لحملات التوعية، ولا تعكس بأي حال من الأحوال وجود ظاهرة للاحتيال المالي تعاني منها المملكة . واستعرض حافظ خلال المؤتمر الصحفي أبرز الوسائل والتطبيقات التي اعتمدتها الحملة في مرحلتها الخامسة لهذا العام ، مشيراً إلى الحرص على توسيع نطاق الوسائل الإعلامية المستخدمة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، حيث عمدت الحملة إلى اعتماد الوسائل الإعلانية عبر مختلف القنوات الصحفية منها والإذاعية وإعلانات الطرق والشاشات إلى جانب كذلك إعلانات شاشات الطائرات المدنية والتي يتم استخدامها لأول مرة لأهمية جمهور المسافرين فضلاً عن توجه الحملة لتخصيص سلسلة من الرسائل لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال المطبوعات ووسائل التواصل المباشرة ، فيما ستعنى الحملة كذلك بتوعية النشء من خلال عدة وسائل ، وكذلك الأمر بالنسبة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كقنوات حيوية لتوجيه رسائل التوعية . من جانبه قال محمد اليامي عضو فريق الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية: إن البنوك ماضية على طريق تحديث وتطوير بنيتها التقنية وتحفيز حجم التعاملات المصرفية الإلكترونية على اعتبارها تمثّل مستقبل النشاط المصرفي، وبفضل ما تتيحه أمام العملاء من آفاقٍ واسعة من المرونة والسرعة في الإنجاز والكفاءة في الأداء، معرباً عن ثقة البنوك السعودية بوعي العميل على اعتباره نقطة الارتكاز في ردع محاولات التحايل وتقليص معدلاتها إلى الحدّ الأدنى. وأشاد اليامي بالدعم المتواصل لمؤسسة النقد العربي السعودي في سبيل إنجاح مساعي البنوك وجهودها التوعوية، وكذلك بالتعاون البنّاء القائم بين البنوك السعودية ويمثّل مصدر اعتزاز وفخر للقطاع المصرفي السعودي في سبيل خدمة المجتمع وحماية حقوق العملاء وسمعة بيئة التعاملات المصرفية المحلية. من ناحيته أشار الدكتور محمد العوض إلى أن التزام البنوك السعودية المتكرر بإطلاق الحملة مع بداية موسم الصيف والإجازات يأتي بالنظر إلى ما يشهده هذا الموسم عادة من زيادة في حجم التعاملات المالية والمصرفية المرتبطة بغايات التسوق والسفر، الأمر الذي يحتّم زيادة جرعة الرسائل التوعوية لإعادة تذكير العملاء بأهمية الحفاظ على معلوماتهم البنكية والائتمانية، وعدم إفشاء بياناتهم السرية وحصر تعاملاتهم المالية ضمن القنوات النظامية وغيرها من الرسائل التي من شأنها حمايتهم من أي محاولات للتحايل عليهم. وألمح العوض إلى أن أبرز ما يميز المرحلة الخامسة من حملة «لا تفشيها» سعيها إلى تركيز رسائلها على أكثر محاولات التحايل شيوعاً وتعدد القنوات المستخدمة للوصول إلى أكبر شريحة وتعزيز التواصل مع العملاء، مضيفاً أن هذه الحملة تعدّ رديفاً رئيساً للجهود التوعوية المتواصلة التي تبذلها البنوك السعودية عبر قنواتها الخاصة.