قد يكون باليد قلم غير جيد ,وليس ثمينا لكن يمكن أن يكتب به الكثير من الحسنات الكثيرة ، والمعاني السامية , والقول النافع , والحديث الحسن .. وقد يكون باليد قلم ثمين ذو ماركة جذابة لكن قد لا يكتب به إلا قبيح الأفكار ، ورخيص الكلام , والفارغ من الآراء . هذا حال بعض الكتاب فقد تعلم أنه يملك قلما لامعا وثمينا ومع ذلك لا يستطيع كتابة ما يبرق من الفكر الراقي , والحديث النقي , والرأي السديد , ولا يقدر أن يطرح ما ينفع الناس بل مداده من غثاء اللوث ، فعقله مختنق بالجهل ما يكتب عالة على فكره , وشخصه , وحتى بيته .. والأسوأ من ذلك ترى بعضهم يمتلك قلما من محلات (أبو ريالين) بقيمة رمزية ومع ذلك رخيص قلمه , ومستكبر في كتاباته. حين يخامر عقول بعض الكتاب أن مفهوم حرية الكتابة تجعلهم يعتقدون أن لديهم الإذن بكتابة ما يسطّح العقول , وفرض القناعات الذاتية المتجانفة بعنوة .. فهم في غفلة يعمهون .. وسيجدون ما يكتبونه قد كتب عليهم ويرونه يوم الفصل أمام أعينهم دأب أصحاب بعض الأقلام المضغوطون بمشكلاتهم النفسية , وعقدهم الداخلية دأبوا على تفريغ آثار ذلك في كتابات مفرّغة من المضمون الرشيد ، والضابط الحكيم , أو مشوهة بالتناقضات , أو مخالفة لمقاييس المنفعة , وبعيدة عن الاتزان .. فدرجوا على الكتابة بحبر السخرية باستجلاب مسائل وقضايا , أو شواهد دينية , أو أقاويل بارزة , أو مواقف وغيرها وتأويلها بالتأويل الشخصي , والتفسير الجدلي , والتحليل الهوائي .. وتجد هؤلاء الأقلام يوظفون طاقاتهم في الكتابة بتشنج لتتبع ما لا يتبع , وتصور ما لا يتصور وعلى الرغم من أن البعض لديه ذكاء لفظي وجدلي إلا انه ينكشف بكلمة وحيدة في مقالته , وتظهر أكذوبته بسهولة .. ومنهم من يستعرض حكاياته الشخصية , وسفراته , ورحلاته , ومواقفه (وروحاته وجياته) إلى محاور رئيسة في مقاله , منطلقا من قانون (إذا بليتم فاكتبوا) دون انتباه إلى وظيفة الكاتب الحقيقية .. كما ان بعض الكتّاب المتحاذقين والمتنطعين يجعلون من خبرتهم في مجال الكتابة مسوغا لهم ليكتبوا عن أي شئ وبأي أسلوب ,فظنوا أن أسماءهم , وشهرتهم المزعومة مانعتهم ، ومبررة لهم الإقصاء والانتقاء والتجاهل .. بل زعم خدعه هواه فظن أنه عالم ومفكر لا يعلى عليه ، ومن حقه أن يعبث بالحقائق , ويعاكس المنطق , ويشاكس القلوب السليمة . ختام القول: حين يخامر عقول بعض الكتاب أن مفهوم حرية الكتابة تجعلهم يعتقدون أن لديهم الإذن بكتابة ما يسطّح العقول , وفرض القناعات الذاتية المتجانفة بعنوة .. فهم في غفلة يعمهون .. وسيجدون ما يكتبونه قد كتب عليهم ويرونه يوم الفصل أمام أعينهم .. فاكتبوا فإن كان خيرا فخير لكم , وإن كان شرا فشر عليكم وكل نفس بما كسبت رهينة. T: @aziz_alyousef