قبل كل موسم أياً كان نوعه سياحيا ، تعليميا ، دينيا تجد الناس كلهم وأنت وأنا من بينهم نعيد الكلام نفسه بطرق متشابهة أو مختلفة احيانا. وهاك بعض الامثلة: اجازة وسياحة ورغبة في الانعتاق والتغيير والتجديد في الأماكن والناس وما نسمع وما نأكل فكم شخصا سمعته يتحدث قائلا: إن المليارات التي تصرف في الخارج نحن في الداخل أولى بها فأين مشاريعنا السياحية في الجنوب وعلى المدن ذات الشواطئ ؟ وتجد أيضا من يرد عليه فيقول: الناس لا تريد فندقا فخما وطعاما جيدا وهواء عليلا فقط انها تريد برامج متنوعة وتريد أن تسمع موسيقى وتحضر مسرحيات ولا تريد من يجلس على الطاولة المجاورة ليحملق بهم ثم يقول: استغفر الله بناتهم كاشفات !! ومؤخرا صار من ضمن ما نسمعه هو أعداد السعوديين الذين سافروا الى دبي لدرجة اننا بدأنا نسمع الأرقام غير الطبيعية حتى قبل أن تبدأ الإجازة!! فمن يتبرعون بالإحصائيات كثروا!! كل افعالنا و اقوالنا نؤديها من أجل غيرنا حتى صلتنا بربنا صار للآخرين منها حضور او سطوة فيما بيننا وبين الله!! ولا أبالغ حين أقول إننا جعلنا من بعضها موضة دينية وللأسف !! رمضان يقترب إذا لن تسمع في كثير من مجالس النساء سوى الحديث عن الجلابيات (الدراعات) وكل المعارض ستكون لها وكل الأفكار تدور حولها، جلابية للبيت والبحث عن الراحة و أخرى للولائم الرمضانية. وهناك أحاديث عن سيدات البيوت والرعب الذي يكاد يقتل بعضهن من سفر الخادمة السيدة !! وغضبها الذي ترجف منه القلوب . وللرجال حديث مشابه وهم يتذمرون من الاستعداد لموائد الطعام المبالغ فيها في الوقت الذي تجدهم يمارسون عكس ما يتحدثون عنه ففي رمضان يتدخل الرجال غالبا في إعداد قائمة الطعام اليومية فيطلبون ويطلبون لينتهي كل ذلك فيما بعد إلى صناديق القمامة في اليوم التالي بدلا من أن تجد طريقها إلى من يحتاج ولكن هل هناك من يحتاج للطعام في رمضان ؟ إن كل جهودنا العامة والخاصة في التبرعات تتركز على الأطعمة فقط تحقيقاً للدعوات لإفطار الصوام حتى وصل بنا الحال إلى مبالغات يستنكرها حتى العمال الذين يفطرون في الخيم الخيرية وهم يرون بقايا الطعام ولا يعرفون ما مصيرها . حتى الاستعداد الروحي ليوم الجمعة والثلاثة البيض و رمضان صار الكلام فيه مكررا خاويا بلا معنى مؤثر وان كان هو قيمة بحد ذاته. فالناس صاروا يتداولون الكلام حولهم بطريقة عجيبة لدرجة ان رسالة تقول :سورة الكهف تنير لك ما بين الجمعتين قد تصلك مساء من شخص يجلس في بار!! وهناك من يرسل لك جدولا يحثك على قراءة القرآن كاملا مرة كل اسبوع في رمضان فيحدد لك ماذا تقرأ كل يوم..لتفعل هذا وكأنك في سباق لقراءة القرآن بشكل سريع من ان العبرة في القراءة و التدبر لا بالتفاخر في المجالس قائلا انا ختمت القرآن اربع مرات في رمضان!! وينسون أن الله تعالي يقول(ولا تحرك به لسانك لتعجل به). كأن كل افعالنا واقوالنا نؤديها من أجل غيرنا حتى صلتنا بربنا صار للآخرين منها حضور او سطوة فيما بيننا وبين الله!! ولا أبالغ حين أقول إننا جعلنا من بعضها موضة دينية وللأسف !! Twitter: @amalaltoaimi