قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء ان اللجنة تقوم بسحب بعض الموظفين الدوليين وتقلص من عملياتها في أفغانستان في أعقاب الهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي على مجمعها في جلال اباد وأسفر عن خسائر في الارواح. وعقدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عددا من الاجتماعات الطارئة منذ الهجوم الذي وقع في 29 مايو في شرق أفغانستان وأدى الى مقتل حارس أفغاني بالرصاص واصابة ثلاثة اشخاص من بينهم أحد العاملين الدوليين. وتمكنت الشرطة الافغانية من انقاذ سبعة من الموظفين الدوليين كانوا في المجمع وقت ان اقتحمته مجموعة من المسلحين والمفجرين الانتحاريين الذين أطلقوا النار بشكل عشوائي والقوا قنابل يدوية. وسيشيع قرار اللجنة الدولية للصليب الاحمر سحب الموظفين الاجانب من افغانستان حالة من عدم الارتياح وسط المجتمع الدولي في أفغانستان. وشهدت البلاد بالفعل تصاعدًا في حوادث الهجوم على الاجانب وخطفهم مع استعداد قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة الى الانسحاب من أفغانستان العام المقبل. وقال روبين وادو المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العاصمة الافغانية كابول «سنسحب بعض الموظفين الاجانب من شتى انحاء البلاد ونعلق بعض الانشطة بينما نجمع المعلومات ونحلل الموقف» وأضاف ان هذا التغيير «مؤقت». ولم يحدد عدد الموظفين الاجانب الذين سيغادرون أفغانستان وما هي الانشطة التي سيجري تعليقها لكنه أوضح ان اللجنة الدولية ستستمر في تقديم بعض الخدمات الطبية ودعم مستشفى كبير في قندهار وتسهيل الاتصالات بين المحتجزين واسرهم. وأضاف وادو «اللجنة الدولية للصليب الاحمر ملتزمة بمساعدة المتضررين من الصراع لكن عليها ان توازن بين هذا وأمن موظفيها». وصرح أن هجوم جلال اباد وهو الاول من نوعه على وكالة اشتهرت بحيادها منذ مجيئها الى افغانستان عام 1987 له «تداعيات خطيرة» على قدرة اللجنة الدولية على تقديم مساعدات انسانية. اعتقال كولونيل أفغاني من ناحية ثانية قالت ثلاثة مصادر لرويترز ان الحكومة الافغانية اعتقلت ضابطًا في الجيش الافغاني برتبة كولونيل لتسليمه سجناء بشكل غير قانوني لرجل يعمل مع فريق من القوات الخاصة الامريكية متهم بالتعذيب والقتل. أفادت تقارير نشرت في وقت سابق من العام الجاري أن قرويين اعتقلتهم قوات الامن في منطقة نرخ بإقليم وردك تم تعذيبهم او قتلهم مما ادى لقطع خطير في العلاقات بين السلطات الافغانية والقوة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولاياتالمتحدة. ويؤكد هذا الاعتقال النادر لضابط رفيع بالجيش تصميم كابول لوقف التجاوزات في الحرب الاهلية الدائرة منذ 12عامًا قبل انتخابات تجري العام المقبل. ويخدم ذلك أيضًا جهود الحكومة للنأي بنفسها عن الغرب مع محاولة جذبها مقاتلي طالبان للانضمام لمحادثات السلام قبل انسحاب القوات الدولية في 2014. وافادت تقارير نشرت في وقت سابق من العام الجاري بان قرويين اعتقلتهم قوات الامن في منطقة نرخ باقليم وردك تم تعذيبهم او قتلهم مما ادى لقطع خطير في العلاقات بين السلطات الافغانية والقوة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولاياتالمتحدة. وامر الرئيس الافغاني حامد كرزاي فيما بعد بانسحاب كل القوات الغربية من نرخ. وقال مسؤول حكومي افغاني كبير في كابول ومسؤولان يعملان مع المنظمات الدولية ان هذا الكولونيل الذي يتخذ من وردك مقرًا له قد اعترف بتسليم عدة سجناء لرجل يعرف باسم زكريا قندهاري وهو شخصية غامضة قضى سنوات يعمل مع القوات الامريكية. وكل المصادر الثلاثة لها حرية الاطلاع على التحقيقات في القضية ولكنها تحدثت شريطة عدم نشر اسمائها بسبب حساسية الموضوع. وتتهم الحكومة الافغانية كلا من قندهاري الذي كان مقره في نرخ والقوات الامريكية هناك بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان او التواطؤ في ذلك. ولم يشاهد قندهاري علانية منذ اوائل يناير وذلك حسبما قال الناس في المنطقة وقال عدة مسؤولين ان من المرجح ان اسمه مستعار. ولم يكن من الممكن الحصول على اسم الكولونيل او الاتصال بعائلته او بمحام يمثله. وقال مسؤول عسكري امريكي كبير والمسؤول الافغاني الكبير الذي يتخذ من كابول مقرا له ان قندهاري كان يعمل مع او لحساب الامريكيين في وقت تسليم السجناء له. وقال المسؤول الامريكي الكبير ان قندهاري ليس له وضع رسمي مع القوات الامريكية في وردك. وقال المسؤول الافغاني ان»هذا الكولونيل كان يسلم المعتقلين لقندهاري معتقدًا ان قندهاري كان يعمل لحساب القوات الخاصة(الامريكية) وان من سلطتهم استجواب اي معتقل. «هذا عمل غير مسؤول وهذا هو سبب اعتقال(الكولونيل) نفسه واجراء التحقيق معه». وعندما سئل متحدثون ومسؤولون في وزارة الدفاع الافغانية ووكالة المخابرات الرئيسية بافغانستان قالوا انهم لا يستطيعون تأكيد نبأ اعتقال الكولونيل. ورفض اللفتنانت كولونيل الامريكي توم بريانت وهو متحدث باسم قيادة القوات الخاصة المتعددة الجنسيات في افغانستان التعليق بشكل مباشر على اعتقال الكولونيل الافغاني. ورفض أيضًا متحدث باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية(ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي التعليق. وينفي مسؤولون عسكريون امريكيون باستمرار ان فريق القوات الخاصة الامريكية في نرخ شارك او غض الطرف عن قيام الافغان العاملين معهم بعمليات تعذيب او قتل. وقال بريانت انه تم اجراء ثلاثة تحقيقات منفصلة فيما يتعلق بادعاءات بارتكاب فريق القوات الخاصة مخالفات.