( المسئول أجيرٌ عند المواطن ) .. كلمة أملاها عقلٌ آمن بالعدل. وصاغ حروفها قلبٌ ثار ضد الغبن والاستغلال . كلماتٌ مباركاتٌ انسابت من فكر تغذّى على مائدة (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به . ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فا شقق عليه) فكر شرب من معين (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) . ( المسئول أجير عند المواطن ) عبارة أذاعها النائب الثاني وزير الداخلية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز جهرا . و نادى بها علنا لتكون تبيانا لكل نفس منفوسة قَدَرُها أن تُدير زمام إدارة هنا ، أو تتولى شأنا من شئون المواطن هناك. كلمات جاءت من قلب استشعر عِظَم المسئولية ،وثقل الأمانة التي قال عنها الله جل وعزّ في كتابه المنزّل ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) . عبارات لا أشك أن الأمير أراد أن يجعل منها منهجا يُتّبع , وقانونا يستمسك المواطن بعراه وإليه يحتكم . رسالة تذكير.. بعثها الأمير المسئول ويبعثها نيابة عن كل مواطن إلى كل من تولى أمرا من أمور الناس أن لست يا أخي إلا مواطنا مُكلّفا لخدمة من استأجرك عنده فأَكْرِم وفادته ، وأَحْسِن ضيافته تقديرا ، وعرفانا للجميل . وهي رسالة تقريع أرسلها ، ويرسلها لتلك النفوس التي أغلقت الأبواب على نفسها ، وأوصدت منافذ وصول التظلم والشكوى إليها بطوابير من مكاتب السكرتارية ومديري المكاتب ، وهزّت بجلبتها الأرض بَطرا وكِبرا وظنت أن لا حسيب ولا رقيب . جاءت لتذكرهم هذه الرسالة أن لستم إلا عُمّالا أجراء عند هذا الشاكي أو ذاك ولستم بالضرورة أعلى منه قدرا ، أو أجدر منه شأنا أو أعمق ثقافة وإنما هي أقداركم سِيقت إليكم . إنها رسالة تحذير تقول : لأولئك البشر الذين اعتقدوا أنهم قد تجاوزوا قنطرة المساءلة وتعدّوا مرحلة العقاب فبخسوا الحقوق ، وضيعوا الأمانات ، ودخلت المحسوبيّات في قواميسهم العملية على رسلكم فلستم بمنأى أو مأمن من تطبيق أقسى ، وأقصى عقوبات أنظمة الدولة عليكم. إنها رسالة نداء تنشد إحقاق الحق ، وإرساء العدل وتدعم أسس حق المواطن المشروع وتنادي بالدفاع عنه ضد من يستهين بإنسانيته ، أو يستضعف قوته ويحرمه من حقوقه المشروعة شرعا وقانونا .. وتقول له: ( قف) مكانك فالمواطن أولا ثم المواطن ثم المواطن إن فقهت الرسالة . وبعد: فإن المواطن بحاجة ملحّة وماسة لمثل هذه البيانات الحقوقية العليا وتلك (المسجات) المهمة في وقت يعاني فيه من تعنّت بعض المسئولين المستميت لحجب ما له من حقوق حينا ، أو عدم الاكتراث لشكايته أحايين أُخر . ثم لعلها أن تكون هذه الرسائل درّة عمر التي يرفعها كل مواطن أصابه أذى ما ! على من هضم حقه أو عطّل شئونه وليضرب بها هامة كل من لم يراع له حقا ، أو يرفع عنه جورا.. ودمتم بخير . [email protected]