!!! لو تأملنا كلمة أمانة لوجدناها تحمل معاني كبيرة ومدلولات عظيمة فهي عكس الخيانة , قال الله تعالى : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب وقد ذكر بعض المفسرون أن الأمانة في الصلاة والأمانة في الصوم والأمانة في الوضوء والأمانة في الحديث وأشد ذالك الأمانة في ( الودائع ) . والقائم على الأمانة هو الأمين ولقد ( نُعتت ) فروع وزارة الشئون البلدية والقروية في المناطق بالأمانات وهذا دليل قاطع على هذا الكم من الودائع القائمة عليها هذه الأمانات ومن باب أولى أن يليها القوي الأمين , قال تعالى : { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } (26) سورة القصص لذا فمن المضحك المبكي أن نجد القوي .... من موظفي هذه الأمانات الذي لم يراع إلاً ولا ذمة ضارباً بالنظام عرض الحائط لتصبح المسميات فارغة من معانيها . وبعد حادثة جدة الشهيرة نجد أنفسنا متمعنين أكثر بهذه الأمانات من حولنا وهل لها نصيب من هذه التسمية لأن الكاتب والمواطن جزءاً من بداية مسيرة التصحيح . ومما أثلج صدري هذا الوطن ابتداءً من قمة الهرم إلى المواطن العادي وقوفهم المسئول أمام حادثة جدة , ولقد أخذت على عاتقي محاسبة نفسي أولاً واستنكار أي عمل بلدي أجده غامضاً بما يكفي أن ينتقص من الحقوق البلدية للمواطنين , فنحن جزءً من هذا المجتمع ومتى ما وجدنا المجلس البلدي أخر من يعلم عن هذه التجاوزات فإننا سنتكاتف معه بالنصح والمشورة , وهذا ما فعلته أنا في مقال سابق بعنوان ( بلدية اللاند كروزر .. يا أمانة القصيم ) ضمنته الإفراط في شراء بلدية الخبراء والسحابين السيارات الفارهة المتجاوزة للنظام والتي تم تدعيم ميزانيتها على حساب خدمات المواطن . وحيث أن ما ذكرته في مقالي لا يقبل التأويل أو الشك إنما هو دليل مادي واضح للعيان فإنني استغرب صمت أمانة القصيم والتي لم تحرك ساكن حتى تاريخه تجاهه , وكأن بلدية الخبراء والسحابين تعيش حالة استثنائية بمباركة الأمانة . وهذا يجعلني أتسأل كيف سيكون تصرف الأمانة مع مخالفات البلدية الغير ظاهرة للعيان . وأخيراً : أتمنى الا أكتب مرة أخرى عن هذا الموضوع !!! لأن لدي مواضيع ( بلدية ) أخرى تستحق الكتابة دكتور / علي إبراهيم صالح السلامة [email protected]