رغم تحذيرات وزارة التربية والتعليم للمدرسين والمدرسات من إعطاء الدروس الخصوصية للتلاميذ من الجنسين سواء بمقابل أو دون مقابل فإن سوق الدروس الخصوصية لا تزال آخذة مكانها في العملية التعليمية على مدار العام الدراسي إلا أنها تنشط وتزداد حدتها في أيام الامتحانات حيث يشمر أولئك المستفيدون من المعلمين والمعلمات عن سواعد الجد ويملأون الساحات والمساجد ومواجهات المحلات حتى أعمدة الكهرباء بإعلاناتهم عن استعدادهم لإعطاء تلك الدروس في أي مادة من مواد المنهج يتساوى في ذلك طلاب وطالبات الابتدائية والمتوسطة والثانوية وهذه الدروس تعطى على مستويين : المستوى الأول حضور الطلاب أو الطالبات لمنزل المعلم أو المعلمة في أيام محددة من الأسبوع للحصة يومين أو ثلاثة لمدة ساعة ، لا أدري أن كانت وزارة التعليم العالي أو إدارات الجامعات تعرف شيئاً عن هذا فإن كانت تعرف وتصمت فتلك مصيبة.وإن لم تكن تعلم فالمصيبة أعظم.أيها السادة الكرام في الوزارات وفي الجامعات .. انتبهوا لأجيالنا الحاضرة التي نرجو أن نسلم مستقبل البلاد بأيديهم ، علموا على تأسيس قاعدة صلبة من التعليم الجاد الذي لا يخضع للغش ولا للابتزاز .. فاحفظوا هذه الأمانة يحفظكم الله. يحضر الحصة الدرس مالا يقل عن خمسة طلاب أو خمس طالبات لدى المدرسة ، وتتكرر هذه العملية يومياً حيث يتبدل الطلاب والطالبات في كل يوم عن اليوم السابق وفي أيام الامتحانات يزداد الضغط على المعلم والمعلمة لازدحام الطلاب والطالبات للحصول على فرصة لدراسة حصة من المنهج مقابل مبلغ بسيط لا يزيد عن خمسمائة ريال لكل حصة للتلميذ الواحد لذا يواصل الأساتذة ذكوراً وإناثاً ممن يعملون في هذا الميدان وغالبيتهم من الوافدين العمل والسهر للتضحية من أجل أبنائهم وبناتهم الطلاب والطالبات حيث يصيبهم التعب والإنهاك فلا يكونوا قادرين على أداء وظائفهم الرسمية التي استقدموا أو تعاقدوا من أجل القيام بها . ورغم كل التحذيرات والتوجيهات من الوزارة ورغم أن المدارس تفتح أبوابها خارج وقت الدوام الرسمي لإعطاء دروس تقوية مجانية فإن أولياء أمور الطلاب والطالبات يتوافدون على أبواب هؤلاء يرجونهم بأن يقبلوا أبناءهم أو بناتهم في تلك الحصص الخصوصية. لقد انتقدت هذا الواقع وكتبت ونبهت ظناً مني بأن ذلك سيحد من هذه الممارسة التي تكرر على مدى الأيام والليالي دون رقيب ودون وعي من الأهالي بخطورة هذا الوضع الذي أخذت نتائجه تبدو بوضوح في نتائج تلك الحصص المخالفة ، حيث إذا انتقل الطالب أو الطالبة إلى صف أعلى لا يستطيع أن يسير مع الآخرين من الزملاء ويظل يواجه الفشل سنة أو سنتين أو ثلاث فأما أن ينجح بالكاد وبعلامات متدنية وإما أن يودع الدراسة نهائياً . إلا أن هناك – مع الأسف – واقعاً أخطر من ذلك وأعظم أثراً في مسيرة طلاب وطالبات الجامعات فرغم أن بعض المدرسين والمدرسات يربأون بأنفسهم عن الدروس الخصوصية ، فإن طريقتهم في جذب المادة أرقى نوعاً ما ، لأنهم يطبعون المحاضرات وشروحات بعض المواد في كتب سيئة الطبع ، ويشيرون على طلابهم وطالباتهم لشراء تلك الكتب ، وعلى هؤلاء إذا أعد أحدهم بحثاً أن يشير في الهوامش إلى الكتاب والصفحة والفصل ومن لا يفعل ذلك يكون بينه وبين النجاح في تلك المادة أمد بعيد . هذه الممارسة وسابقتها ترينا كم نحن مبذرون للأموال والعقول ، عقول أجيالنا ، وللأوقات التي تمضي من أعمارهم في ممارسات خاطئة لا طائل من ورائها . وبالنسبة للشق الأخير من المشكلة فأنني لا ادري أن كانت وزارة التعليم العالي أو إدارات الجامعات تعرف شيئاً عن هذا فإن كانت تعرف وتصمت فتلك مصيبة. وإن لم تكن تعلم فالمصيبة أعظم. أيها السادة الكرام في الوزارات وفي الجامعات .. انتبهوا لأجيالنا الحاضرة التي نرجو أن نسلم مستقبل البلاد بأيديهم ، علموا على تأسيس قاعدة صلبة من التعليم الجاد الذي لا يخضع للغش ولا للابتزاز .. فاحفظوا هذه الأمانة يحفظكم الله. للتواصل : الأخ فهد بن صالح بن عيسى الغريب : استلمت رسالتك وأشكر لك حسن ظنك – أما موضوع الرسالة فلا نستطيع الكتابة حوله حتى تتشكل وزارة الإسكان وتفعل المراسيم الملكية الخاصة بالإسكان حيث ستتضح الصورة ، وقد حولت رسالتك إلى رئيس تحرير الجريدة .