الشاب يلتفت إليها ويقول: يا حلو .. عبرنا شوية.. نزل الشباك، المرأة في السيارة المجاورة: لا حول ولا قوة إلا بالله، ترتفع زجاجة النافذة ليكتب عليها: ( أترضاها لأختك؟!)، هذا السؤال الاستنكاري الصادم يجعل الشابين يلتفتان إلى بعضهما يعلو ملامحهما الخجل والندم. ذلك الإعلان الهادف لنحاول أن نسقطه على بعض المواقف الحياتية اليومية لنحرك النفس اللوامة في نفوس بعض شبابنا المنجرف بشكل مقلق تجاه الانحرافات السلوكية والأخلاقية. أقول لهؤلاء الذئاب البشرية: أترضون أن يخطط احدهم بذكاء شيطاني ليوقع بأخواتكم, ويهتك أعراضهن, ويصورهن, ويبتزهن, ويجعل حياتهن عرضة للفضيحة أو الانتحار؟( أترضاها لأختك ؟) شعار جميل نوجهه لذلك المتصل الذي سمعته ذات ظهيرة على إحدى قنوات ال ( FM ) الذائعة الصيت وهو يقول للمذيعة في البرنامج الذي يبث على الهواء مباشرة: تصدقين تراني خارج من الدوام عشانك يا ......، فتتلعثم المذيعة من الحرج وتربط لسانها المفاجأة، ذلك المتصل الذي خرج من دوامه كما يقول لأجل المذيعة وليوجه لها في برنامج مباشر كلاما بذيئا وعبارات ساقطة في غاية الوقاحة ماذا لو وجهنا له هذا السؤال: أترضى أن يخرج احدهم من دوامه ليغازل أختك على مرأى ومسمع من الناس، قطعا لا ولن ترضى، إذن فلتعلم أن الناس لا يرضون ذلك لبناتهم وأخواتهم. لننتقل إلى صورة أخرى لأولئك الشباب الذين استخدموا جميع تقنيات الاتصال الحديثة وما تحويه من برامج محادثة في التخطيط بمكر ودهاء شديدين للإيقاع بالفتيات في شباكهن, وهتك أعراضهن, وابتزازهن بالصور وغيرها أقول لهؤلاء الذئاب البشرية: أترضون أن يخطط احدهم بذكاء شيطاني ليوقع بأخواتكم, ويهتك أعراضهن, ويصورهن, ويبتزهن, ويجعل حياتهن عرضة للفضيحة أو الانتحار؟ لا أظن عاقل منكم سيرضى بذلك إذن فلتعلموا أن الناس كذلك لا يرضونه لبناتهم وأخواتهم . إنني أعي تماما قسوة السؤال الذي وجهته آنفا لذلك الشاب المتصل ولأولئك الذئاب البشرية, ولكن قسوته لن تساوي معشار ما اقترفوه بحق ضحاياهم وبحق بيوت تهدمت وأرواح أزهقت بسبب نزوة شاب في لحظة شهوة وفراغ، لكن يبقى السؤال الأشد قسوة وهو: من الذي سيضمن أن من اعتدى على أعراض الناس أنه سيتم في يوم ما الاعتداء على عرضه؟ وقفة: يقول الشاعر: (إن الزنا دين إن أقرضته / كان وفاؤه من أهل بيتك فاعلم ).