تعتبر المملكة من الدول التي اهتمت بالملاحة الجوية منذ وقت مبكر ، فأنشأت شركة الخطوط الجوية السعودية الضخمة منذ زمن ليس بقليل وكذلك شبكة من المطارات المحلية والدولية تجاوز عددها الخمسة والعشرين مطارا ، وذلك بهدف توفير وسيلة نقل بين مناطق ومدن المملكة المختلفة وكذلك من وإلى أغلب المطارات الدولية المنتشرة على ارض المعمورة إيمانا من الحكومة بأهمية تيسير وتوفير وسيلة النقل الجوي وتواصل شعب المملكة مع مختلف شعوب العالم والاعتبارات الاقتصادية من وراء توافر هذه الخدمة ، ولا يختلف اثنان أن حكومة المملكة اهتمت بهذا القطاع اهتماما كبيرا وأولته رعاية متميزة ، ولكن ومع مرور السنوات بدا الامر مختلفا تماماً وتغيرت أحوال هذه الخدمة رأسا على عقب دون معرفة اسباب واضحة وجلية ، وقد يشاطرني الرأي في ذلك الكثير ، الا انني شخصيا أتمنى ان تكون هناك أسباب مبررة لما حدث لهذا القطاع الحيوي والهام ليس على مستوى تقديم الخدمات فقط ولكن على مستوى ما هو مأمول منه بان يكون احد الأعمدة الهامة في رسم صورة مميزة لثقافة وحضارة المملكة . لن اتحدث في هذه السطور عن الخطوط الجوية السعودية التي غابت عن مشهد خطوط الطيران المميزة عالميا ، مع انه يبدو في الافق محاولات جادة من إدارة الخطوط لإعادة جزء من تاريخ خطوط السعودية العريق، ولكن سأخصص هذه السطور عن مطارات المملكة والخدمات المقدمة والتي بلا شك لا تعكس ما وصلت اليه المملكة من تقدم ، فمشاهد عديدة استغرب مشاهدتها في هذه المطارات ، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر الصفوف الطويلة والمزدحمة وغير المنظمة للصعود للطائرة ، استلقاء المسافرين في ممرات المطارات ، مواقف السيارات في المطارات التي اصبحت مزعجة جداً ، استقبال مزعج وغير منظم للمسافرين من قبل زوار المطار، وخدمات صيانة المرافق ، خدمات توصيل سيارة الأجرة حدث ولا حرج ، والأسواق الحرة الغائبة . رغم المساعي والمحاولات التي تبذلها هيئة الطيران المدني من مبادرات في تحسين وتطوير الخدمات الا انها بدت عاجزة امام تطوير خدمات المطارات وتحويلها الى خدمات مميزة او مرضية رغم طول الفترة التي منحت لها بعد فترة انجاز عظيمة عاشتها الهيئة في فترة سابقة ، وان كان ابرز ما انجز في الفترة الاخيرة ممكن اختصاره في تحويل مطار المدينةالمنورة والقصيم وقد تكون هناك مطارات اخرى الى مطارات إقليمية وكذلك فتح مجال الطيران لشركات الطيران الاخرى للطيران عبر المطارات المحلية ، وهذا في اطار التنفيذ ، ومن الجانب الاخر قد يكون أبرز اخفاقات هيئة الطيران في دعم واستقرار شركات الطيران الاقتصادي وخروجها من الخدمة مثل شركة « سما للطيران « اضافة الى ما ذكرناه سابقا. بطبيعتها تمثل المطارات اهمية بالغة في جميع دول العالم ، فنشاهد الدول الفقيرة والدول ذات الإمكانات المحدودة تمتلك مطارات مميزة ، وهذا بسبب قناعة هذه الدول في اهمية المطار من اظهار الاسلوب الحضاري وثقافة وقيم هذه البلاد اضافة الى اهمية راحة المسافرين ، ونحن في المملكة لدينا مشاريع مستقبلية مثل مشروع توسعة مطار الملك عبدالعزيز بجدة ومطار الملك خالد الدولي بالرياض ومطار المدينة وغيرهم ، لذا نأمل من هيئة الطيران التركيز على خدمات المطار اكثر من اي شيء اخر وان يكون بوابة قادرة على اظهار ثقافة وحضارة البلد بالشكل المأمول . واخيرا تمنياتي للمسئولين عن مطارات المملكة كامل التوفيق . [email protected]