أتابع تبريرات هيئة الطيران المدني حول فرض رسوم على دخول مطار جدة دون غيره من المطارات، ولكن حين نعود للوراء قليلا وقبل التركيز على مسألة «الرسوم» على دخول المطار، يجب أن ننظر عن حجم الإنجاز والعمل للخطوط السعودية داخل وخارج المملكة، وقد أوضحها الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام الهيئة العامة للسياحة بحوار صحافي عبر عن إحباط شديد وتذمر كبير عن خدمة النقل الجوي الذي ضربت الموسم السياحي الذي يحاول سمو الأمير والهيئة العامة للسياحة والآثار للنهوض بقطاع السياحة، ولكن لا سياحة بدون وسائل نقل معتمدة وصحيحة ومنظمة، وغيرها من متطلبات السياحة، حين حاولت هذا الصيف السفر للخارج كسياحة خاصة وعائلية للأسف تعذر الخيار الناقل الوطني، تضطر مجبرا وقد كانت الخيار الأميز وهي الناقل الجوي الخليجي المعروف بقوته وتميزه وربحيته وتضطر للسفر لهذه المدينة الصغيرة «دبي» ومنها تنطلق لكل نقاط العالم بخدمات جوية مميزة ومطار أكثر من رائع وتنظيم لا نظير له، لا تعثر، لا تأخر، لا ضياع، تنظيم تضبط عليه ساعات «الرولكس» التي تملأ المطار هناك، لماذا نلجأ للدول المجاور لنسافر للخارج؟ ماذا يفعل من يريد السفر لجدة هل عليه السفر لدبي أو القاهرة لكي يصل إلى جدة؟ لا بد أن نعترف أن هناك «أزمة» حقيقة تضرب بعمق الخدمات الجوية والنقل الجوي لدينا، ناهيك عن الخدمات بالطائرات والمطارات، لك أن تتخيل أن مطار الملك خالد بالرياض لا يتوفر به إلا «سير» واحد للحقائب يعمل؟ هل نعرف كم «سير» حقائب يعمل في دبي ومطار هيثرو مثلا؟ إنها العشرات، وخدمات مميزة وموظفون لا يملون من خدمة كل مسافر دفع مقابل الخدمة، أيضا نعاني «أزمة» المطارات، ولك أن تتخيل أبسط ما يمكن الحصول عليه للمسافر هو «التكييف» في جمرة الصيف لا تتوفر الكفاءة الكافية في تكييف المطارات وجدة خير مثال وأيام الغبار الرياض خير مثال، نحتاج إعادة تقييم كامل الخدمات للمطارات والخدمات الأرضية، وهذا جانب يخص الطيران المدني التي نرى أنها تقف عاجزة عن حل هذا «التأزيم» المستمر والذي لا يعايش واقع مطارات العالم أو حتى الجيران. حين يفرض رسم خدمة للمطار بقيمة 5 ريالات، هل نتوقع هذه المبالغ المحصلة ستطور مطارا يكلف مئات الملايين؟ كم سنحتاج من سنة من أجل ذلك؟ هل هذا يعني أن أي اعتمادات مالية موقوفة ولا يوجد دعم من وزارة المالية؟ هل يفهم ذلك؟ نحن لدينا ببلادنا مواسم طوال العام وهو الحج والعمرة وهذه «كعكعة» لم نعمل شيئا لها، وتتمناها كل خطوط الطيران العالمية فهي مقصد كل مسلم في بقاع العالم، ومع ذلك مطار لم يتغير ونقل جوي متجمد بخدمات متواضعة جدا، حين تفرض الغرامات والرسوم فإننا نفترض أن يقابلها خدمة، وهذا لا يحدث لدينا، والغريب أن تدفع مالا ولا تحصل على خدم في الوقت والمكان المناسب كما يحدث باستخراج جواز السفر وغيره، السؤال لماذا يحدث كل ذلك؟ هل هي مشكلة أموال؟ أم خطط؟ أم مخطط؟ لماذا معاناة المطارات وخدماتها وتجهيزاته دون المستوى المطلوب في دولة تعتبر من أنشط دول المنطقة كحركة تنقل جوية سواء لاعتبارات أقتصادية أو دينية أو سياحية, ونستمر بإيجاد المبررات لكل أخفاق وتقصير؟ وهذا أيضا ينطبق على الناقل الجوي الذي يخرج من المنافسة العالمية وأسهم بنسبة كبيرة في فشل السياحة المحلية كما صرح مسؤولي هيئة السياحة، الخلل لن يحل برسم 5 ريالات دخول للمطار بقدر البحث عن بناء من جديد وإعادة هيكلة كاملة للمطارات والناقل الجوي.