صحت مصر الاربعاء، على خبر إنهاء أزمة الجنود المختطفين في سيناء وتحريرهم سلمياً ودون إراقة دماء، بعد أيام عصيبة شهدت فيها البلاد حالة من التوتر والغضب والهجوم على مؤسسة الرئاسة. وأعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، إطلاق سراح المختطفين السبعة، نتيجة "جهود للمخابرات الحربية المصرية، بالتعاون مع شيوخ قبائل وأهالي سيناء الشرفاء". ولم ينتظر الرئيس محمد مرسي كثيراً حتى يُعبِّر عن سعادته بإطلاق الجنود المخطوفين صباح الاربعاء، بل علّق سريعاً عِبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي الشهير، قائلاً: "تحيا مصر عزيزة أبيّة.. في انتظار وصول أبنائي الجنود بعد عودتهم سالمين". وسارع بتوجيه الإشادة إلى قيادات وجنود القوات المسلحة والشرطة والمخابرات العامة، تاركاً الكثير من التفاصيل المنقوصة بشأن الجهة الخاطفة ومصير سيناء. أعيد فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، بعد إغلاقه خمسة أيام احتجاجاً على خطف الجنود. صفقة غامضة وبعد قرابة سبعة ايام، تشير المؤشرات أن القوات المسلحة مارست ضغطاً على الخاطفين فى سيناء وعزّزت جنودها و وِحداتها كما نشرت (اليوم) الاربعاء، حتى وجد الخاطفون انفسهم فى مأزق صعب بمحاصرة من كافة النواحي، ساعدت على إبرام صفقة غير معلومة الهوية مع جهاز المخابرات والشرطة وتنسيق الجيش الميدانى وشيوخ القبائل، حتى انتهت بإعلان ضجّ العاصمة المصرية بالعثور على المختطفين بالقرب من منطقة نائية بالقرب من مطار العريش. تحوّل درامي وكشفت مصادر ل(اليوم)، أن عملية التحرير تمت عند الساعة 4.30 فجر الأربعاء، من إحدى مناطق شرق العريش. في تحوّلٍ دراماتيكي، أكدت فيه أنباء أن المفاوضات وصلت لنفقٍ مسدود طيلة الأيام الماضية. وأضافت المصادر: إن تغيُّراً مفاجئاً في موقف الخاطفين، ساعد على إكمال المهمة، وأرجعت أنباء ذلك التغير، إلى اجتماع قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي بعدد من قادة مشايخ الجماعات السلفية ومشايخ القبائل، اتفقوا فيها على أهمية إطلاق سراح الجنود مقابل إعادة النظر في قضايا من يطالب الخاطفون بالإفراج عنهم على ذمة أحكام صادرة بحقهم. حرص عسكري وعلمت (اليوم)، أن اللواء وصفي، أكد في الاجتماع، حرص القوات المسلحة على عدم إراقة الدماء، وأن "صبرنا بدأ ينفد" وأن على الوسطاء من رموز التيار الإسلامي من الإخوان والسلفيين و كبار مشايخ سيناء، نقل ذلك للخاطفين، الذين أدركوا جدية الجيش في إنهاء الأزمة بشكل سلمي حتى اللحظة الأخيرة، وإلا فالقوات جاهزة لتنفيذ عملية التحرير بكل الطرق. قال مصدر عسكري رفيع: إن إشارة إيجابية جاءت عبر الوسطاء، عند منتصف الليل، أوضحت إمكانية إتمام عملية الإفراج عن الجنود فجراً، دون أن يكشف عن الضمانات التي قدمت للخاطفين بشكل صريح أو محدد. إشارة منتصف الليل وقال مصدر عسكري رفيع: إن إشارة إيجابية جاءت عبر الوسطاء، عند منتصف الليل، أوضحت إمكانية إتمام عملية الإفراج عن الجنود فجراً، دون أن يكشف عن الضمانات التي قدمت للخاطفين بشكل صريح أو محدد، وأضاف: إن محادثة هاتفية جاءت عند الساعة 4.20 من صباح أمس، بأن المخطوفين السبعة موجودون الآن في منطقة صحراوية (لم يذكرها) على بعد 70 كيلو متراً جنوب مدينة العريش، لتنطلق مروحية عسكرية على الفور استعادتهم. وقال رئيس فرع الأمن العام بمحافظة شمال سيناء، العميد أشرف محمود: إن الجنود "بحالة صحية جيدة، وليس بهم أي إصابات أو آثار تعذيب، وتم نقلهم إلى القاهرة على متن إحدى طائرات القوات المسلحة التي أقلعت من مطار العريش". بنود الصفقة العرفية من جهة أخرى، كشفت أنباء عن مجمل بنود الاتفاقية بين السلطات المصرية والخاطفين، في الجلسة العرفية التي تمت بوساطة مشايخ قبائل سيناء، يوم الأحد الماضي، وقال العقيد عمر عفيفي- الضابط المنشق في الولاياتالمتحدة- إن الاتفاقية تضمنت 10 بنود، أهمها: 1) ترك الجنود سالمين ودون أي أذى لهم خلال 48 ساعة. 2) عدم القبض على أي أحد من المختطفين أو المساس بعائلاتهم وتعويضهم بوظائف كريمة، وعدم تدخل الشرطة المدنية في شئون عرب سيناء. 3) إعادة محاكمة حماده شيته وجميع المقبوض عليهم ظلما من المنتمين لكافة التيارات الإسلامية في قضايا إرهابية أو جنائية أمام دوائر تحكم لهم بالبراءة، لأنه لا يجوز إصدار عفوٍ رئاسيّ عنهم حتى لا تستغله المعارضة ضد الرئيس. 4) الحكم على من أمضى مدة سجن احتياطي بالسجن بنفس المدة التي قضاها بالسجن من المحكمة ويخلي سبيله خلال شهرين. 5) إعادة المحاكمات لكل الصادر في حقهم أحكام غيابية من عرب سيناء أمام دوائر تضمن إسقاط الأحكام وإعطاء البراءة. 6)سحب قوات الجيش والشرطة من سيناء تماما وبقاء قوات رمزية كما كانت وتعيين بدو سيناء بالشرطة وقصاصي طرق وتمليكهم الأراضي التي يضعون يدهم عليه. 7) بدء تنفيذ إعادة المحاكمات خلال مدة أقصاها شهرين من اليوم ( 19 مايو 2013 ) ولحين هدوء الأوضاع. 8) صرف النظر عن غلق الأنفاق بين مصر وغزة تماما لأنها مصدر رزق ودخل عرب سيناء وتعويضهم ماديا عن الخسائر التي ستلحق بهم ولحين إنشاء منطقة تجارة حرة وتبادل تجاري بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية . 9) يبقى هذا الاتفاق سريا لا يخرج خارج حدود خيمة الاتفاق المنعقدة به وكلمة العرب عقد ولا يتم تحرير أي اتفاقات مكتوبة ولا يتم التصريح بأي شيء لوسائل الإعلام أو الصحافة. 10) يضمن مشايخ القبائل الحاضرين على تنفيذ شروط الاتفاق العرفي ، ويضمن الرئيس مرسي واللواء أحمد وصفي في تنفيذ وعودهم وسحب جميع القوات من سيناء. تهنئة وتساؤل بينما قالت جماعة الإخوان المسلمين، إن الرئيس عالج قضية الخطف بحكمة وصبر دون إراقة دم مصري، وأضافت في بيان رسمي – تلقت (اليوم) نسخة منه – إن "الإخوان المسلمين وهم يسجدون لله شكرًا لتحرير أولادنا الجنود الذين اختطفوا في سيناء، يهنِّئون الشعب المصري كله، ويخصُّون بالتهنئة الجنود المحرَّرين وأهليهم، كما يقدِّمون خالص الشكر والتهنئة للسيد الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الحكمة والصبر ورباطة الجأش، التي عالج بها هذه القضية الخطيرة دون إراقة قطرة دم مصرية."وفي ذات السياق، طالب الكثير من النشطاء والخبراء العسكريين بسرعة ضبط وملاحقة الجناة وإعلان هويتهم للرأي العام حتى بعد الإفراج عن الجنود المخطوفين، لتفتح الباب عن مصير سيناء القادم خاصة بعد التدهور الأمني الذى شهدته عقب ثورة 25 يناير.