بعد أن ظهرت علينا قنوات الفتنة التي لا تتوانى عن النفخ في نار الطائفية والعقائدية. وبعد أن زاد لهيب تلك القنوات ليقترب من حياتنا اليومية ومن مكوناتنا الاجتماعية، تطور الأمر للإعلان في إحدى الصحف للتأكيد على الانتماء لطرف وللتبرؤ من الطرف الآخر. لقد كتبت من قبل أن الله أعطانا عقولا نفكر بها وعلينا أن ننحاز لعقولنا وانتمائنا لوطننا الغالي ولحكومتنا الكريمة بدلا من التمترس وراء أفكار تغذيها عقول مريضة متشنجة متطرفة من الخارج أو الداخل . إن الانزلاق الخطير هو الذي دفع مواطنا لتقديم مصالحه الاقتصادية على مصالح وطنه ووحدة أهله وأرضه. وارتماء البعض في أحضان قوى خارجية معادية للمملكة ما هو إلا نتاج طبيعي لتلك القنوات التي تركت العلم والفكر والتطور لتركب موجه نتمناها «عابرة» لا تعود . نحن بحاجة اليوم إلى مزيد من العقول الراجحة لتسحب البساط من تحت أقدام المتطرفين الجدد الذين يزايدون في طائفيتهم ويجرون معهم الناس البسطاء والعقلاء ممن يريدون وطنا آمنا مستقرا يحب أبناءه ويحبونه ويفدونه بأرواحهم . ولعل الوقت قد حان للوقوف في وجه تلك القنوات والعقول التي لن تضيف لمجتمعنا إلا مزيدا من العداوة والبغضاء . ولكم تحياتي [email protected]