أكد الرئيس التركي عبد الله غول ل(اليوم) أهمية العلاقات السعودية التركية ، مشيراً إلى أنها وصلت لدرجة يمكن وصفها بالمتينة جداً ، خاصةً خلال السنوات القليلة الأخيرة ، والتي تحفز بصورة كبيرة للمضي قدماً لقطف ثمارها من خلال جوانب كثيرة أهمها الثوابت السياسية الراسخة بين البلدين وتنامي العلاقات الاقتصادية ، زيادة حجم ميزان التبادل التجاري القائم على الثقة المتبادلة . وقال إن المملكة تعد واحدة من الدول المحورية بالمنطقة، ويحمل ثقلها السياسي والاقتصادي أهمية، ليس فقط من حيث التأثير على التطورات الإقليمية، وإنما كذلك تناول قضايا ذات أبعاد عالمية. وعليه ، نحن نشيد بالدور البناء للمملكة في تحقيق السلام والأمن والرخاء في الشرق الأوسط وما وراءه, ونقدر كذلك الإصلاحات المهمة التي نفذتها المملكة على الصعد المرتبطة بالسياسة والاقتصاد والتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والثقافة في ظل القيادة المثالية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، مؤكداً على أن العلاقات التركية - السعودية تقوم على أواصر صداقة حقيقية وأخوة بين الشعبين. كما تربطنا صلات ثقافية وتاريخية تضرب في عمق التاريخ ، وعلاوة على ذلك ، نتشارك في الدين والموقع الجغرافي. كما أن للدولتين مصلحة كبيرة في الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بصفة عامة. وقال إن المملكة تعد واحدة من الدول المحورية بالمنطقة، ويحمل ثقلها السياسي والاقتصادي أهمية، ليس فقط من حيث التأثير على التطورات الإقليمية، وإنما كذلك تناول قضايا ذات أبعاد عالمية. وعليه ، نحن نشيد بالدور البناء للمملكة في تحقيق السلام والأمن والرخاء في الشرق الأوسط. وحول مسار العلاقات التركية - السعودية وما وصلت إليه ، قال الرئيس غول "لا تزال هذه العلاقات تتطور على صعد متنوعة وبوتيرة متسارعة, كما لعبت الاتصالات والزيارات الرسمية المتبادلة على أعلى المستويات، التي ازداد معدلها بمرور الوقت، دورا مهما في تعزيز هذا التوجه في الواقع، حيث جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتركيا عام 2006 كأول زيارة من نوعها منذ 40 عاما ، وكانت بمثابة نقطة تحول في العلاقات بين البلدين. وتلقت هذه العلاقات زخما جديدا من خلال الزيارة التي قمت بها أنا كرئيس لجمهورية تركيا للسعودية في فبراير 2009. كما مهدت زيارات متكررة على المستوى الوزاري الطريق أمام تعزيز وتنويع التعاون بين الجانبين. وجرت ترجمة هذا التوجه التصاعدي في علاقاتنا السياسية إلى نتائج ملموسة على المستويين الاقتصادي والسياسي . وأضاف: ففي غضون فترات قصيرة من العلاقات القوية مع المملكة ، زاد حجم التجارة بين البلدين ، وجميعنا يتطلع إلى زيادة مطردة وبناءة بشأنها ، كما شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في حجم الاستثمارات المتبادلة. ونأمل في أن يوفر ذلك زخما لعلاقاتنا الاقتصادية بعد إقرار اتفاقية التجارة الحرة التي تفاوضنا بشأنها مع مجلس التعاون الخليجي. ونحن سعداء بملاحظة تنامي الاتصالات بين شعبينا بالتزامن ، مع التطورات التي تشهدها العلاقات في ميادين أخرى، حيث تزداد أعداد السائحين السعوديين في تركيا بصورة مستمرة، في الوقت الذي يزور فيه عشرات الآلاف من الأتراك السعودية سنويا للحج والعمرة . إلى جانب ذلك، يعيش ويعمل في السعودية قرابة مائة الف مواطن تركي، يشكلون جسرا قويا ومستمرا للصداقة بين البلدين. وقال: ولهذا نحن حريصون على تعزيز اتصالاتنا وتعاوننا في الحقل الثقافي .. ففي هذا الإطار، يجري التشجيع على تنظيم أسابيع ثقافية متبادلة وإجراء دراسات جماعية حول تراثنا الثقافي المشترك. كما أنه من الملاحظ أن التوافق والتناغم يميزان السياسات الخارجية للدولتين نحو المنطقة. وهناك ثقة متبادلة بين الدولتين تمخض عنها تزايد التعاون والتنسيق في تناول القضايا الإقليمية ، وتعزيز الاستقرار في دول المنطقة.