أعرب فخامة الرئيس عبد الله غول رئيس الجمهورية التركية عن سعادته بزيارته للمملكة وقدم شكره لقيادة وحكومة المملكة وشعبها على حسن الضيافة والاستقبال . وقال: خلال زيارته لمجلس الشورى أمس حيث كان في استقباله رئيس المجلس الدكتور صالح بن حميد إنني أرى نفسي في بلدي الثاني عندما أزور المملكة العربية السعودية لأن البلدين شقيقان والشعبين شقيقان وقريبان من بعضهما البعض .. والمملكة وتركيا تربطهما علاقات تاريخية ودينية واجتماعية وثقافية كبيرة وقد تنامت العلاقات على المستوى الحكومي الرسمي والشعبي بين بلدينا وهذا مبعث اعتزاز وتقدير أيضاً لنا . وأكد فخامته أهمية تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة وتركيا التي تحظى باهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحنكته السياسية الكبيرة, لا فتا النظر إلى الزيارتين اللتين قام بهما خادم الحرمين الشريفين للجمهورية التركية خلال عامي 2006 و 2007 م وأدت الزيارتان إلى فتح صفحة جديدة وأضفت إضاءة جديدة على علاقاتنا البلدين الشقيقين. ونوه بالحنكة السياسية والقيادة الماهرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أدت إلى تطوير الأوضاع الاقتصادية وترسيخ الموقع السياسي للمملكة في جميع المحافل الدولية . وقال الرئيس عبدالله غول: إن تركيا والمملكة العربية السعودية تسعيان إلى إرساء سبل الاستقرار والأمن في المنطقة ونحن بلدان مهمان في هذه المنطقة لذلك نهتم بالقضايا الإقليمية والدولية وأفكارنا ورؤيتنا متطابقة بالنسبة لجميع هذه لقضايا ونوليها أهمية كبيرة جداً ونحن في تشاور مستمر سياسياً بالنسبة لهذه الأمور لإرساء الأمن والاستقرار الدائم والسلام الدائم في المنطقة لما فيه مصلحة الشعوب التي تعيش في المنطقة. وأعرب عن تقديره البالغ لمبادرات المملكة العربية السعودية في هذا المجال.. وقال: إن المملكة تسعى إلى إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة بجهود بناءة ممثلة في سياستها الخارجية المهمة والمتطورة الهادفة والمملكة قد أبدت جهودها الكبيرة للم الشمل وحل المشكلات الموجودة في المنطقة. وأضاف: إن المملكة وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أبدت توجهات معينة لإرساء سياسة خارجية جديدة في المنطقة لذلك فإن المملكة وتركيا متطابقتان في الرؤية والنظرة لهذه الأمور وإلى أمور المنطقة.. إننا بلدان مهمان في هذه المنطقة ولذلك فإن تعاوننا المشترك وتشاورنا المستمر في جميع القضايا التي تهم المنطقة والعلاقات الثنائية وكذلك في المحافل الدولية وإسناد بعضنا لبعض إشارة واضحة إلى تنامي العلاقات السياسية. وعبر عن تقدير تركيا لمبادرة السلام التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتبنتها القمة العربية في بيروت وأصبحت تعرف بمبادرة السلام العربية . ونوه فخامة الرئيس عبدالله غول بالجهود التي بذلها ويبذلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمعالجة الجراح والجرح النازف في المنطقة , لا فتا النظر إلى مؤتمر المصالحة الفلسطينية الذي عقد في مكةالمكرمة بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين لتوحيد الصف الفلسطيني . وقال: لو طبقت تلك الوعود التي قطعت في ذلك المكان الشريف فإنني واثق بأن القضية الفلسطينية ستكون في موقع القوة حالياً ولم نكن لنعيش في تلك المآسي التي حدثت في الفترة الأخيرة. وعبر عن أمله في أن يتحقق ذلك وأن لا نرى الجراح تتكرر مرة أخرى في الأراضي الفلسطينية لأن الفرقة الفلسطينية تخريب لأسس الدولة الفلسطينية المستقلة . وأكد أن الرؤية التركية لهذه القضية تتمثل في لم شمل الشعب الفلسطيني ولم الشعب العربي والإسلامي وتوحيد كل الجهود لما فيه خير المنطقة وشعوبها وعدها مسؤولية مهمة تقع على جميع الدول العربية والإسلامية . وتطرق فخامته إلى الإرهاب مشددا على ضرورة الفصل بين الدين الإسلامي والإرهاب .. وقال: إن ديننا هو دين التسامح والسلام والمحبة للناس جميعاً ... ديننا الحنيف دين المحبة والإخاء .. لاعلاقة لللإسلام بالإرهاب .. الإسلام يرفض الإرهاب ولذلك فإن الإرهابين والناس الذين ينحون منحى التطرف ممكن أن يخرجوا من أي مجتمع آ خر ولذلك يجب أن لا تكون هذه الحوادث منصبة على سمعة الإسلام وسمعة بلدينا .. إن هذه المقولات تؤدي إلى الخوف من الإسلام حيث تنتشر هذه المفاهيم في كل أنحاء العالم ولذلك يجب أن نتعاون في التصدي للإرهاب ومن هذا المنطق. وفي هذا السياق عبر فخامته عن تقديره لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في التصدي للإرهاب مثمنا مبادرته أيده الله في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات التي تجسدت على الواقع من خلال مؤتمر مدريد واجتماع الأممالمتحدة . وتحدث فخامته عن العلاقات بين البلدين في عدد من المجالات مشيرا إلى السياح السعوديين في تركيا وعد زياراتهم المستمرة لتركيا إسهاما كبيرا في تنمية العلاقات الأخوية بين أفراد الشعبين , لا فتا النظر إلى الألاف من الأشقاء الأتراك الذين يقيمون في المملكة ويسهمون في التنمية في مختلف المجالات . وقال: إن تنامي المصالح والطاقات المتاحة في البلدين هو أمر مشهود له ولذلك فإن تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين وبين أعضاء مجلسي الشورى والشعب أمر مهم جداً لتنمية هذه العلاقات وتؤدي إلى تطويرها بين شعبينا .