ثمة أوقات في الحياة يتوجب على المرء فيها أن يقاتل وهو يتراجع، حيث يتوجب عليه إخلاء المواقف ذات الأهمية الضئيلة لانقاذ المواقف الحيوية... كذلك هو الموقف مع الحب( ميلان كونديرا). يخرج التوق من روحي , ويتولد لكتابة مشاعر طفولية صادقة,تنزف جهاتها الاربع من اطراف الشوق لبراءة نقية كشلال متدفق, ذلك النسيم الذي يخترق حواجز القلب لا يأبه للصراعات الساذجة بين البشر , فالمشاهد العبثية التي تتكرر أمامنا يوميا من تشريد وإهدار ارواح , وهدم ثقافة , وسرقة تاريخ من يوقفها ؟ ولماذا مازالت تتكرر في عالمنا العربي مع أن عدونا الاول هو اسرائيل وهي السرطان الذي اتى على جسد شرقنا فأحاله الى جسد يحتضر ينتظر الخلاص من أي مكان. المشاهد العبثية التي تتكرر أمامنا يوميا من تشريد وإهدار ارواح , وهدم ثقافة , وسرقة تاريخ من يوقفها ؟ ولماذا مازالت تتكرر في عالمنا العربي مع أن عدونا الاول هو اسرائيل وهي السرطان الذي اتى على جسد شرقنا فأحاله الى جسد يحتضر ينتظر الخلاص من أي مكان. هذا الوضع الذي وصل حد الاضحاك والسخف من يرتق فجوته ؟ هذا الوضع الذي وصل حد الاضحاك والسخف من يرتق فجوته ؟ الاعلام المرئي يضللنا ببكائياته وتهييجه للعواطف, والصحافة ذات تغطية غبارية توحي لنا بماذا نفكر , وبماذا ننشغل , والاعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي يقودها بعض العقول الفارغة والتي تؤثر بشكل مباشر على الرأي العام مما ينتج عنه تجهيل للعقول وسرقة الوعي, لم يعد بامكاننا قراءة الواقع بشفافية فالكل يعمل لمصلحته بلا أدنى مسؤولية. هناك أشياء صغيرة هي ليست موضوعات كبيرة نسيناها او تناسيناها هي أرواحنا التي ملأناها وأرهقناها وشوهنا حسنها بالصراعات الهامشية , أدمنا الحزن والضعف وحالات الاكتئاب ,والاحساس بالاغتراب , كيف لنا ان ننجو بارواحنا التي بدأت تتآكل من صدى الانهزام , تحضرني قصة لرجل تشيكي قام بطلب هجرة .سأله الموظف « أين تريد ان تذهب؟» فأجاب : (ليس مهما).عرض عليه الموظف كرة أرضية قائلا» اختر البلد لو سمحت» نظر الرجل الى الكرة الارضية , ادارها ببطء ثم قال: هل لديك كرة أخرى ؟.ومغزى هذه القصة أنه وصل لمرحلة السأم العام لدرجة أن يبحث عن كرة ارضية أخرى تحتويه وتنقله الى عالم خالٍ من الضجر,وهذا ايضا ما دفع الروائي ميلان كونديرا الى كتابة روايته (غراميات مرحة) حيث يمنح القاريء مساحة فكرية للتوغل في النفس البشرية والبحث في شؤونها ومكنوناتها , فالمعاني الانسانية التي حوتها هذه الرواية ما هي الا هروب للانسان من الداخل من أجل محو أي ألم نتعرض له في الخارج , وقد ابدع كونديرا في هذه الرواية ،ووسع دائرة الذات الانسانية عند لجوئه الى اقصاها المتخفي ,فقد كتب للانسان وحزنه , افراحه واتراحه ,هنا ظبط ساعة الذات الانسانية على توقيت العمق, فعندما تكسب انسانا وتتفهمه وتحتويه فأنت تكسب وطنا, وعندما نوقد نارا لتزيل وحشة أرواحنا داخل هذا العالم الأعمى , فثمة مد في شؤون البشر كالمد في البحر : فإن اغتنمت الفرصة في عنفوانها جاءت لصاحبها بالحظ السعيد . أما إن أغفلت , تحول الباقي من رحلة العمر إلى مستنقع ضحل وبؤس شديد». ويليام شكسبير. [email protected]