لم تكن أربعة الأيام الماضية أياماً عادية في سوريا، لا بالنسبة لنظام الأسد ولا لرعاته، ولا لقضايا المقاومة التي يدعي النظام ورعاته أنهم يلتزمون بأدبياتها. فلسطين والفلسطينيون هي رمز المقاومة والمقاومين. وكل الأنظمة الفاسدة المخادعة التي اتخذت من تحرير فلسطين شعاراً، أخضعت الفلسطينيين لرغباتها ومزاجياتها ونزقها، أو تفتح لهم السجون حينما يتمردون على نهجها وخداعها. ونعرف أن نظام بشار الأسد ورعاته في طهران يتاجرون بالقضية الفلسطينية. وفلسطين في نظرهم ليست إلا مجرد عنوان لتضليل العرب والفلسطينيين ولتسخين المزايدات التلفزيونية لا أكثر. وكلما تمر الأيام تتكشف حقيقة الأنظمة المتاجرة بفلسطين وبالمقاومة. وهذه الأنظمة لم تحرك ساكناً حينما كانت فلسطين تتعرض لعدوان إسرائيلي همجي، ولكن أنظمة الخداع تزيد من الضجيج وشتم الآخرين بينما لا تقدم على أي فعل على الأرض يساند الفلسطينيين. وفوق هذه المخادعة لم يسلم الفلسطينيون من عدوان هذه الأنظمة، ورعاتها، فقد تعرض الفلسطينيون لعملية تطهير في العراق وطردتهم الميلشيات «المقاومة» من بلاد الرافدين لا لسبب سوى أنهم فلسطينيون لا يوالون طهران ولا يساومون على هويتهم العربية. وهذه الأيام يتعرض الفلسطينيون أيضاً لموجة تطهير عنيفة ودموية في سوريا. وقد تعرض مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق إلى حمم من الصواريخ والمدافع وصواريخ الطائرات على مدى أيام، وسقط المئات من سكانه قتلى ولا بد أن الجرحى قد يبلغون الآلاف. وهذا العدوان هو الهمجي على مخيم فلسطيني لم ترتكبه إسرائيل، وإنما ارتكبه نظام الأسد بالنيابة عن إسرائيل ولا بد أن العدوان على مخيم اليرموك قد حظى بموافقة من طهران راعية نظام الأسد والسيدة التي توجه النظام وتحدد له أهدافه وعملياته وأساليبها منذ سنتين مضت. وبدأت أقنعة النظام، وأقنعة رعاته، تتساقط منذ قيام الثورة السورية، فهم يتاجرون بشعارات مقاومة إسرائيل، ويخدعون العرب بأنهم يكدسون سلاحاً من أجل محاربة إسرائيل، ولكن هذا السلاح الذي جمع باسم المقاومة، الآن يستخدم لإفناء وقح وهمجي للشعب السوري وللهوية العربية وللفلسطينيين ولأية مقاومة حقيقية ضد إسرائيل.