شهدت الموانئ السعودية تطورات دراماتيكية خلال السنوات الماضية ما أدى بها للنهوض على كافة المستويات ، هذا ما أكده رئيس المؤسسة العامة للموانئ السعودية المهندس عبد العزيز التويجري وان التطورات جاءت بعد تعاظم حجم صادرات المملكة إلى الخارج بعد زيادة المدن الصناعية من جهة ، وازدياد حركة التجارة البحرية العالمية وحاجتها إلى منافذ المملكة البحرية الإستراتيجية من جهة أخرى ، وفي لقاء مع رئيس الموانئ العامة السعودية أشار إلى أن دور الموانئ السعودية جزء لا يتجزأ من دائرة الاهتمام للحركة الملاحية العالمية ، وللتعرف على التحديات والخطة المستقبلية للموانئ السعودية .. كان لجريدة (اليوم) لقاء مع رئيس الموانئ السعودية . ماذا عن التعاون بين المؤسسة العامة للموانئ السعودية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ؟ أولا سعادتي بوجودي في جمهورية مصر العربية وزيارتي للاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والاكاديمية تمثل الجانب الفني والتقني في مجال النقل البحري واللوجستيات وتعد مرجعية للدول العربية واستطاعت الاكاديمية أن تطور وتؤهل عددا من الشباب العربي في مجالات قطاع النقل البحري وقطاع الموانئ ، لذلك أحيي القائمين على الاكاديمية على التوجهات و العطاءات التي تقدمها للدول العربية بشكل عام ، وأشيد بالتعاون الذي يتم بين وزارة النقل بالمملكة والمؤسسة العامة للموانئ وبين الاكاديمية العربية ، ونحن مع الاكاديمية نستفيد في برامج للدراسة والتدريب في مجال النقل البحري وهندسة الموانئ والارشاد البحري وعدد من الأنشطة وبرامج التدريب الطويلة وقصيرة المدى ، ومن مجالات التعاون مع الاكاديمية العربية أنها الاكاديمية التي تشرف على مركز التدريب بميناء الملك عبد العزيز ..وهو مركز معترف به من المنظمة العالمية البحرية ،وشهادات معترف بها من المؤسسة العامة للتعليم الفني بالمملكة العربية السعودية ..وهي مصدر ومركز يساهم في تطوير الكفاءات السعودية في مختلف المجالات الفنية فيما يتعلق بقطاع الموانئ والنقل البحري ،ونحن نتطلع للتوسع في مثل هذا التعاون بمجال قطاع النقل البحري . ما دور الإدارة في الموانئ السعودية لتحقيق الميزة التنافسية مقارنة بغيرها من الموانئ العربية ؟ المملكة حباها الله بسواحل على الساحل الغربي والساحل الشرقي واستثمرت هذا الموقع وانشأت عدة موانئ بالساحلين الغربي والشرقي ويقع بينهما ميناء ينبع التجاري وميناء ينبع الصناعي وميناء جدة الذي يعتبر الميناء الرئيسي على الساحل الغربي ويمثل مركزا مهما بالمملكة العربية السعودية. ماذا عن دور القطاع الخاص في عمليات تطوير الموانئ ؟ وما تقييمكم لقطاع النقل البحري السعودي؟ المجال مفتوح بالفعل أمام القطاع الخاص للعمل والاستثمار في الموانئ السعودية ،فجميع المحطات والأرصفة تدار اليوم بواسطة القطاع الخاص سواء الوطني أو الأجنبي ،القطاع الخاص السعودي لعب دورا هاما في تطوير وتشغيل الموانئ السعودية ،وتعتبر الموانئ شريكا رئيسيا في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهي المنفذ الرئيسي للبضائع الواردة والصادرة ، نحو 95 بالمائة من البضائع تتم مناولتها عبر الموانئ في المملكة،ولذلك صدر الأمر السامي في عام 1396 بإنشاء المؤسسة العامة للموانئ ومواكبتها للتطور الحاصل في جميع القطاعات ،ومع التحول الاقتصادي العالمي واتجاه العالم لتحرير التجارة ودخول القطاع الخاص كشريك في عمليات الموانئ ،صدر الأمر السامي الكريم في عام 1417 هجرية باسناد جميع أعمال تشغيل وإدارة الأرصفة والمعدات للقطاع الخاص وهو ما حقق نقلة كبيرة في أسلوب إدارة الموانئ السعودية، لذلك انتهجت المملكة منهج تخصيص خدمات الموانئ ، واستطاع هذا الأسلوب أن يخلق كيانات سعودية ناجحة في مجال تشغيل الموانئ وفي مجال الدعم البحري ،وأصبحت لدينا شركات مؤهلة في ممارسة هذا النشاط وتوسعت واستفادت من التقنيات العالمية واستطاعت توظيف وتدريب بعض المواطنين السعوديين في هذا القطاع . ماأسباب زيارتكم لميناء الإسكندرية ؟ وهل نتوقع استثمارات سعودية بالموانئ المصرية؟ تجربة المملكة مع القطاع الخاص معروضة لمن يرغب الاستفادة منها ،ونحن نتبادل المعلومات والتجارب في قطاع الموانئ من أجل استمرار التطوير ، نحن بالمملكة العربية السعودية سوق حر والمستثمر يبحث عن مجال الاستثمار الذي يتوقع أنه ناجح في أي دولة ،واستثمارات رجال الأعمال السعوديين بمصر استثمارات ضخمة،وأعتقد المجال مفتوح وفق الأنظمة بجمهورية مصر العربية . هل إعادة تجديد الميناء يعتبر أسلوباً في جذب الاستثمارات الخارجية لقطاع النقل البحري؟ الفرص الاستثمارية بالمملكة معروضة للجميع ،وما نري أن المستثمر الأجنبي حريص على وجوده داخل المملكة العربية السعودية ليس فقط في مجال الموانئ السعودية ولكن في جميع القطاعات المنتجة ، وهذا يرجع للوضع الاقتصادي والاستقرار الأمني وثبات أنظمة الاستثمار والحماية ،المردود من الارباح والنمو الاقتصادي ،عدم وجود ضرائب مرتفعة ،جميعها تساهم في جذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم. ما أهم التحديات التي تواجه العمل في الموانئ السعودية ؟ هناك تحديات تواجه عمل الموانئ السعودية من أهمها الزيادة المطردة في حجم التجارة الدولية وأهمية الاستعداد لمواجهة هذه الزيادة وكذلك المنافسة الاقليمية والإغراءات التي تقدمها الموانئ الاخرى لأصحاب البضائع والسفن والخطوط الملاحية بغض النظر عن جودة الخدمات التي تقدمها ،يضاف إلى ذلك التغيير الدائم في أحجام وحمولات السفن والذي يتطلب تحسين وتطوير مواصفات الأرصفة والمعدات بشكل مستمر ،وهذه التحديات تواجه معظم الموانئ الكبرى في العالم ،ولذلك تكون هناك قراءة دائمة لاقتصاديات السوق ومتابعة مستمرة لتطور أداء الموانئ المنافسة ،والحرص على توفير مميزات لا تتوافر في الموانئ المجاورة ،وأعتقد أن مشاركة القطاع الخاص في تشغيل عمليات الموانئ ساعد كثيرا في القضاء على بعض المعوقات التي كانت موجودة في السابق ،كما أنه فتح المجال أمام القطاع الخاص المتخصص في أعمال الموانئ ليأخذ دوره في العملية التنموية ،وتقوم المؤسسة العامة في الموانئ بدورها لتحسين وتطوير بيئة العمل في الموانئ بالتنسيق والتعاون مع جميع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة وذلك لإرضاء جميع المستفيدين من خدماتها كأصحاب البضائع والسفن والوكلاء المحليين وشركات الشحن وغيرهم. والمملكة في وضع اقتصادي يفرض عليها أن تستثمر هذا الوضع بتوسعة منشآت الموانئ وتشغيلها بما يحضر للمستقبل، ويجعل الموانئ السعودية قادرة على استيعاب التطورات في المستقبل وتحقيق المنافسة مع الموانئ العربية . متى تستطيع الموانئ السعودية الوصول للعالمية ؟ أولاً الموانئ السعودية تتطور بشكل سريع جدا ومن يرقب تطور الموانئ السعودية خلال الخمس سنوات الماضية ،يجد أنه حدث تضاعف لطاقاتها من حيث القدرة الاستيعابية في استقبال البضائع أو مجال الحاويات ، هذا النمو إذا استمر على نفس الوتيرة سوف تنافس عالميا ،ثانيا- لان المملكة العربية السعودية لها مكانتها الاقتصادية والمالية وموقعها الجغرافي المتميز ثالثا—المملكة لديها خطان للملاحة العالمية رابعاً- المملكة العربية السعودية لديها مشاريع لتوسعة شبكة السكك الحديدية التي سوف تربط موانئ المملكة على الساحلين الغربي والشرقي ،وبالتالي سوف تكون المملكة ممرا لبضائع العالم من الشرق والغرب وبالعكس وهذا يفرض على الموانئ السعودية أن ترتقي لتستوعب هذا النمو في حركة المرور .خامسا-المملكة لديها مشاريع صناعية ،منها مدن صناعية في رأس الخير المخصص للتعدين في المنطقة الشرقية من المملكة ، ومدينة وعد الشمال ..هذه مناطق الإنتاج الموجودة بالمملكة تفرض على الموانئ السعودية أن تتطور ،لتصبح قادرة على استيعاب الانتاج الصناعي ،فالتطور بالموانئ يجب ان يسبق أي تنمية،يجب أن يكون القائد في التنمية إذا لم يتحقق هذا يعني توقف التنمية لعدم وجود منافذ استيراد وتصدير. ما الفرص الاستثمارية في النقل السياحي البحري ؟ الفرص الاستثمارية في النقل السياحي البحري موجودة، ولكن حتى الان لم يتقدم مستثمر للاستثمار في هذا النقل السياحي السعودي ،والآن هناك مشروع بميناء ينبع لبناء أرصفة سياحية وهناك دراسات لتنشيط بعض الموانئ الصغيرة التي كانت تستعمل سابقا لتصبح موانئ سياحية . ما قصة ما يحدث في البحر الأحمر وكيفية التصدي لكارثة القراصنة ؟ إن أعمال القرصنة البحرية ضد السفن التجارية ،تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على حركة الموانئ بشكل عام ،لكن موضوع القرصنة هو محل اهتمام المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات المعنية وهناك تعاون بين الحكومات وتلك المنظمات للقضاء على هذه الظاهرة. والقرصنة قضية عالمية وليست محلية ،والعالم يقاوم هذه العملية بمختلف الوسائل والأهم القضاء على أسباب المشكلة ،لوجود بعض المشاكل في الدول غير المستقرة . ما دور الموانئ السعودية في توفير فرص عمل للسعوديين ؟ نحن نسعى لتوفير فرص عمل جديدة للأيدي العاملة السعودية وذلك وفقا لبرامج إحلال العمالة السعودية في هذه الأنشطة ،وأدى هذا التحول إلى تفعيل الموانئ السعودية ونجاحها في المحافظة على مكانتها المتميزة بين موانئ المنطقة وتعزيز موقعها التنافسي مع موانئ العالم،العمالة السعودية داخل المؤسسة العامة للموانئ السعودية 99.5 بالمائة ، أما العاملون بالشركات 35-40 بالمائة ،ولكن الشركات العاملة في تشغيل الموانئ ملتزمة بالانظمة في المملكة وتسعى في توظيف وتدريب أبناء المملكة ،وفي العقود التي وقعتها المؤسسة العامة للموانئ مع الشركات العاملة في القطاع البحري تنص على الشركات ان تقوم بالتوظيف والتدريب وفق النسب التي تحددها وزارة العمل بالمملكة . ماذا عن الخطة المستقبلية ؟ الموانئ السعودية في المستقبل تعمل في أكثر من اتجاه ،أولا نحن في المراحل الاخيرة لوضع الاستراتيجية الوطنية لتطوير وتشغيل الموانئ ،وهي استراتيجية تنظر في إطار عام إلى مستقبل الموانئ السعودية على مدى العشرين سنة القادمة ،هذه الاستراتيجية محل اهتمام ..وتم إعدادها بالتعاون مع فريق من البنك الدولي وهي في مراحل الاعداد النهائية. والجانب الثاني هو وجود خطط لكل ميناء تحدد تطور الميناء والاستفادة من مميزاته الجغرافية ،اختيار الاستثمارات الأفضل للتشغيل ،استثمار الأرض المتاحة والامكانيات المتوافرة للتطور في المستقبل ، أما الجانب الثالث فتطوير الكفاءات الوطنية بالتوظيف والتأهيل والتدريب.