تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اختتم أمس المؤتمر السادس والعشرون الذي نظمه معهد تدريب الموانئ في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تحت عنوان «التكامل من اجل مستقبل أفضل»، بعد أن ناقش على مدار ثلاثة أيام 26 ورقة بحثية من ثمان دول هي مصر وإنكلترا وأميركا واستراليا وسلوفيينا والهند والسودان والسعودية. وافتتح المدير العام لأكاديمية النقل البحري محمد فرغلي فعاليات المؤتمر، فأشار إلى أهمية مواجهة التحديات التي تواجه منظومة النقل البحري العربي وموانيها، مؤكداً أنه لا مفر من تطوير معدلات التدوال في الموانئ ومعدلات تشغيل محطات الحاويات وتعميم نظم الإدارة الإلكترونية وتطوير الموارد البشرية وتنميتها وضخ مزيد من الاستثمارات في الموانئ المحورية والمرافق المينائية. وناقش المؤتمر محاور عدة أهمها تأثير التطورات المالية والاقتصادية العالمية على الموانئ واستراتيجيات التدريب وتنمية الكوادر البشرية في الموانئ وتعزيز الأمن البحري ومكافحة القرصنة والتشغيل الآلي للموانئ ومحطات الحاويات. وتعرضت الأوراق البحثية إلى موضوعات تكامل الموانئ البحرية وتطوير الموانئ والأنشطة اللوجيستية وقضايا الاستثمار والبيئة والمناخ في الموانئ. وأكد الأمين العام لاتحاد الموانئ العالمية جيشرى ندوا ضرورة التصدي لقضايا القرصنة التي أصبحت تهدد حركة الملاحة البحرية باختطاف السفن، ما يمثل خطورة بالغة على أمن السفن التي أصبحت تلجأ إلى طريق رأس الرجاء الصالح هروباً من المرور بباب المندب واجتياز الشواطئ الصومالية. وتحدث عن أهمية معالجة قضايا التلوث البيئي في البحار، كما عن أهمية مواءمة الأرصفة البحرية مع التغيرات المناخية المتوقعة مع مراعاة عمق البحر، فالسفن الحديثة لها أعماق معينة تكون كبيرة، لذلك يجب درس مواءمة الأرصفة والبنية التحتية درساً متعمقاً، ليتم تحديثها في الشكل الذي يتناسب مع التغير المناخي المحتمل. وفي سياق متصل، أكد أستاذ ديناميكية الشواطئ في كلية الهندسة والعلوم البحرية في جامعة بليموث في المملكة المتحدة الدكتور دومينيك رييف ل»الحياة» أن الدراسات التنبؤية تؤكد أن الحواجز الغاطسة تؤدي إلى مرور طاقة الأمواج كطاقة أساسية، ما يقلل من الارتفاع الكبير للأمواج، الذي كان يؤثر في شكل كبير على حركة النقل البحري، كما تساعد على تقليل النحر في الشواطئ وخفض المستويات خلف الحواجز. وفي الختام أوصى المشاركون في المؤتمر بأهمية الأخذ في الاعتبار البحوث والدراسات الخاصة بالتغيرات المناخية وظاهرة ارتفاع منسوب البحر في التخطيط المستقبلي للموانئ والأرصفة البحرية، ومتابعة الظواهر على الموانئ المنشأة حالياً ومراقبتها للحد من تأثيراتها السلبية. وشددوا على احتياج موانئ الدول العربية إلى إعادة وضع سياسات واضحة ومستقرة وتبنيها في إدارة موانيها البحرية وتشغيلها، ما يتيح لها النمو والتحديث المطرد لمواكبة صناعة النقل البحري والموانئ البحرية. وأوصى المشاركون أيضاً بأهمية إنشاء محاكم بحرية متخصصة تلحق بدوائر المحاكم الابتدائية في مدن الموانئ بخاصة البحرية لتوفير الوقت والجهد في الفصل بين القضايا والمنازعات البحرية، لافتين إلى أهمية تبني مفهوم التعليم عن بعد كوسيلة تكنولوجية متقدمة تناسب ظروف العاملين في قطاع النقل البحري والموانئ عامة. وأوصوا بأهمية الاستفادة من تقنيات التشغيل الإلكتروني والآلي للموانئ في شكل عام ومحطات الحاويات في شكل خاص وتفعيل التعريف بتكنولوجيا الراديو في تداول البضائع السريعة التلف. وتناولت التوصيات دعوة الموانئ العربية للانتساب إلى عضوية اتحاد الموانئ العالمية .