أصدر قبل عدة أيام قليلة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الامارات ، رئيس الوزراء وحاكم دبي كتابه الجديد» ومضات من فكر « ، وكان قد أهدى النسخة الأولى من كتابه إلى رئيس دولة الإمارات ، والذي بدوره امتدح المسودة التي اطلع عليها لهذا الكتاب قبل الاصدار ، حيث إن من قدم هذا الكتاب هو الشيخ خليفة ، تجربة الشيخ محمد لا شك أنها ثرية وسيتعلم منها الجيل الحالي والأجيال القادمة ، وقد نستفيد من ذلك أن الشيخ يحاول نقل تجربته ورؤيته وهو على كرسي السلطة رئيس الدولة ، وأكثر ما لفت انتباهي هو ما قاله الشيخ خليفة إن الشيخ محمد ذو تجربة ثرية وقائد عربي ناجح ويتمنى من شباب الامارات وشباب الدول العربية الاستفادة من هذا الكتاب ،خاصة وانه يستعرض سردا للتجارب والأفكار والخواطر الخاصة بالكاتب اضافة الى أمور ومواضيع كثيرة تطرق إليها الشيخ محمد لم تكن من ضمن رؤيته لحكومة الامارات. هذا الاصدار ليس الاصدار الوحيد للشيخ محمد فقد كان له اصدار سابق وهو « رؤيتي « ، لذا من الواضح انه مهتم بنقل أفكاره وتجربته إلى المجتمع الخارجي ، والجميل في هذا الاصدار انه خص الشباب تحديدا للاستفادة من هذا الكتاب وما يحتويه من أفكار وتجارب ، وبلا شك ستكون ثرية لفئة هي في مقتبل العمر وتحتاج إلى التوجيه والإرشاد ، خاصة ان شخصية الشيخ محمد جاذبة لما حققه من نجاحات مبهرة ليس على المستوى الخليجي فقط ولكن على المستوى العالمي ، وأتذكر انني منذ سنوات قليلة شاركت في احدى ورش العمل بالولايات المتحدة ، وكان في احدى الفقرات تم توجيه سؤال للحاضرين عن ( ما هي أفضل بلد تود العيش فيها ؟ ) ، ورغم تعدد واختلاف الجنسيات إلا ان النتيجة أظهرت أن أكثر من 70 بالمائة من الحاضرين قد اختاروا مدينة دبي ، وان معظم من قاموا بهذا الاختيار اعمارهم لا تتجاوز الخامسة والعشرين عاما ، وعند قيامي بسؤال بعضهم كانت الاجابة ان سبب اختيارهم مدينة دبي هو : ان مدينة دبي هي حلم المستقبل بالنسبة لهم ، علما بان غالبية من اختاروا هذه المدينة لم يقوموا بزيارتها من قبل . تجربة الشيخ محمد لا شك أنها ثرية وسيتعلم منها الجيل الحالي والأجيال القادمة ، وقد نستفيد من ذلك ان الشيخ يحاول نقل تجربته ورؤيته وهو على كرسي السلطة ، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للكثيرين من الحكام والمسئولين ، وقد يكون من هذا النهج قدوة حسنة بان يقوم أشخاص آخرون يتمتعون بتجارب وخبرات متميزة وما زالوا بان يثروا الحياة المعرفية وفتح الأبواب للأجيال القادمة بكل صدق وأمانة ، وليس بالضرورة أن يطل علينا النخبة بمجموعة من الكتب الجديدة ولكن هو الهدف وان تعددت الوسائل . يتفق الكثير من المختصين وأصحاب الخبرة في وقتنا الحالي أن جيل الشباب الحالي وأقصد ما هو دون العشرين يتميز بمزايا وخصائص عديدة لم تتوافر في الأجيال السابقة ومعظم هذه المزايا إيجابية ، فاعتقد أن من الحكمة توجيه الشباب في سن مبكرة إلى بناء الطموح لتحقيق اهداف استراتيجية في مسيرة بناء الوطن والمواطن ، فالاهتمام بالشباب يحتاج من الجميع إلى جهود فاعلة وبرامج متواصلة لدعم وتوجيه الشباب نحو البناء والعطاء. [email protected]