رأى رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن عنوان «المواطن والحكومات.. رؤية مستقبلية» يمثل المشكلة الآنية والمستقبلية التي أفرزتها التداعيات العالمية، وجاءت كلمته أمس خلال افتتاح مؤتمر «فكر 11» الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي في فندق جراند حياة في دبي بحضور نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بلغة بلاغية معبرة عن الواقع العربي شَكَر في مطلعها دولة الإمارات ورئيسها وأثنى على إبداعات حاكم دبي، وقال: «خلق الله الإنسان بعقل، فنوّره. وجعله خليفة في الأرض.. فأمّره. وجعل له الدنيا متاعاً ولهواً زائلاً، ووعده بالجنة نعيماً خالداً، فخيّره. وتكاثر الناس فاختلفوا.. وتنازعوا فاقتتلوا.. فأنزل الله الكتب السماوية.. وبعث الرسل هداة للبشرية.. فمن الناس من حكّم الله ومنهم من حكم نفسه، وعليها بنيت الأنظمة والقوانين والدساتير وتباينت أنظمة الحكم وفيها نماء وبناء، وفيها دمار وفناء وكلّ تغنّى بليلاه، وما ليلاه إلا هواه ولكن كل ما على هذه الأرض يتغيّر وإلى غاية لا نعلمها مسيّر، وهكذا الحكومات»، وختم كلمته طارحاً المعضلة على المؤتمرين: «فهل تبقى الحكومات؟! أم تحكم المنظمات؟! أم تسيطر الميليشيات؟! أم أنها الشركات؟! فهل لديكم لنا اليوم إجابات؟!». وكلمة رئيس مؤسسة الفكر العربي جعلت نائب قطاع تنظيم الاتصالات بالحكومة الإلكترونية في الإمارات سالم خميس الشاعر السويدي هو المتحدث الأول في الجلسة الأولى المخصصة ل «تجربة الحكومة الإلكترونية في الإمارات». تقرير المفاجآت وكان الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم قد ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية أكد فيها أن المحور الرئيس للمؤتمر يمثل قضية تلامس الأمور المعيشية للمواطن العربي، وبيّن أن العنوان الحالي ما هو إلا تكامل في محاور النقاش مع مؤتمر العام الماضي الذي عقد تحت عنوان «ماذا بعد الربيع؟». وبيّن عبدالمنعم أن خمسين متحدثاً يشاركون في المؤتمر الذي يضم خمس جلسات وخمس ورش عمل، وعلى ضوء حواراتهم تتقرر مفردات التنمية والشفافية والحكومة الإلكترونية ومفاتيح التقدم الاقتصادي والاجتماعي. وأشار إلى التقرير الخامس للتنمية الثقافية أو «تقرير المفاجآت» بحسب تعبير الأمير خالد الفيصل، بما تضمنه من أرقام وإحصاءات لمواقع الدول العربية على خارطة الاقتصاد في العالم. مؤكداً أننا في عصر مضطرب الإيقاع وعالم يموج بالتغيير، والمؤتمر يهيئ الزمان والمكان لخبراء الأمة ومفكريها لأن يقدموا ما لديهم من رؤى وخبرات. وقبل الافتتاح الرسمي ل «فكر 11» تحدث بعض الشباب من تخصصات مختلفة وجنسيات متعددة عن مشروعات تتنوع ما بين الصحافة والفلك والاقتصاد عن تجاربهم في كيفية التواصل مع الحكومات وإعادة التفاعل والربط بين المواطن والحكومة وأهمية الحوار والإصغاء بينهما، وبينوا أهمية وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لإيصال الأفكار وطرحها لتصل للجهات المعنية. كما ركزت ورش العمل ل «فكر وأفكار» على أهمية السعي لتأسيس البنية التحتية لأجيال مستقبلية ونشر التعليم بشكل واسع. جلسات المؤتمر عرض سالم خميس الشاعر السويدي، نائب مدير عام هيئة تنظيم الاتّصالات لقطاع المعلومات والحكومة الإلكترونية، في الجلسة الرئيسة للمؤتمر، تجربة الحكومة الإلكترونية في الإمارات العربية المتّحدة، من حيث كونها تجربة فريدة على مستوى الوطن العربي، والحكومة الإلكترونية الأولى في المنطقة. ومن جهته، ركّز النائب الأعلى للرئيس للشؤون المالية لشركة «أرامكو السعودية» محمد عبدالله العلي في كلمته على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بموضوع المواطن والحكومات، مستشهداً بتجربة «أرامكو السعودية»، مؤكداً على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المواطنون في علاقات الشراكة التي يطورونها مع الحكومات والمجتمعات، عبر برامج مؤسّسية ومشروعات تلامس احتياجات المواطنين وتطلُّع الحكومات. كما شهدت فترة بعد الظهر جلستين عامتين، حملت الأولى عنوان: «الوطن العربي في عام 2020: التنمية ومستقبل الحكومات»، وتحدّث فيها كل من النائب اللبناني جان أوغاسبيان، والنائب الأردني محمد الحلايقة، والرئيسة التنفيذية لأرابيا مونيتور فلورانس عيد. وشدّد المشاركون على ضرورة الاستعانة بأحدث التقنيات لتطوير العمل الحكومي وتحسين آليّات التواصل مع المواطنين، بالإضافة إلى عقد شراكات فاعلة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني. اليوم الأول اختُتِم بجلسة مسائية عامة بعنوان «المعلومات وشفافية الحكومة: دور جديد للإعلام»، سلّطت الضوء على قدرة الإعلام على رفع مستوى الوعي العام. وتحدّث في هذه الجلسة كل من سميرة رجب، وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في مملكة البحرين، وصادق الحمامي، أستاذ علوم الاتصال في كلية الإعلام في جامعة الشارقة، وفادي سالم مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، ووائل عتيلي، شريك مؤسس ومدير الاستراتيجيات الإبداعية في شبكة خرابيش الإعلامية. وكانت فعاليات اليوم الأول ل «فكر11» قد انطلقت قبيل الافتتاح الرسمي، بجلسة صباحية تحت عنوان «فكر وأفكار» غلب عليها الطابع الشبابي، حيث عرضت مجموعة من روّاد الأعمال مشروعات مبتكرة، وعُقدت بالتزامن مع ورشتي عمل وثيقتي الصلة بتفرعات موضوع المؤتمر، الأولى تحت عنوان: «التواصل الحكومي وتفعيل الإعلام الاجتماعي»، أمّا الورشة الثانية فقد صُمِّمت خصّيصًا للعاملين في الحكومات على قضايا التنافسيّة الوطنية بآلياتها وقدراتها، وعنوانها: «كيف تتنافس الدول؟ الميزة التنافسيّة للدول العربية». … و مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أثناء الافتتاح صباح أمس (الشرق)