كان لابد من تلبية دعوة الأخ العزيز عبد اللطيف العفالق رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان سوق هجر الثاني رغم الضغط والارتباط خاصة أن شخصية بوعمر التي بنت ذاتها الاقتصادية والاجتماعية بعصامية اعتمدت على الله ثم على الذات وعلى أصالة البساطة الروحية لوالديه وهي الأصالة العريقة في قيمها واعتمد على اقتحامه غمار التحدي للوصول إلى النجاح ذاتيا دون رعاية أحد. والجانب الثاني أنّ مهرجان سوق هجر الذي افتتح الثلاثاء الماضي وإن كانت له أهداف تنشيط اقتصادي لكنه أيضاً أضحى معلما بارزا لحركة الأحساء الحضارية الثقافية وأحد مشاهدها الرئيسة في إعادة طرح مكانتها التاريخية, وأضحى ذلك الجهد الذي حقق نجاحاً باهراً أحسبه الأميز على مستوى المملكة رغم محدودية الدعم مقابل بعض الفعاليات الأخرى في المناطق المختلفة, وكانت العلامة الفارقة هي تقديم تلك المعلومة الغنية من ثقافة الأحساء وخطابها العريق حضاريا في قالبه الإسلامي التقدمي ومحوريته للانتماء العروبي الذي شكّل تاريخيا قاعدة المشرق العربي ينطلق من الاحساء إلى إقليم الخليج العربي كهوية ووحدة وجودية وعقائدية. أضحى معلما بارزا لحركة الأحساء الحضارية الثقافية وأحد مشاهدها الرئيسة في إعادة طرح مكانتها التاريخية, وأضحى ذلك الجهد الذي حقق نجاحاً باهراً أحسبه الأميز على مستوى المملكة رغم محدودية الدعم مقابل بعض الفعاليات الأخرى في المناطق المختلفة, وكانت العلامة الفارقة هي تقديم تلك المعلومة الغنية من ثقافة الأحساء وخطابها العريق حضاريا في قالبه الإسلامي التقدمي ومحوريته للانتماء العروبي كل ذلك أنجزه سوق هجر في الأوبريت المسرحي المذهل الذي يقدم للعام الثاني في دورة نجاح متجددة للحركة المسرحية في الأحساء وهي أيضاً في هذا الأوبريت موقعة مجددا من المبدعين سامي ونوح الجمعان ومعهما كامل الفريق المسرحي والفني, ولقد فهمت من خلال حوار سابق مع أبي عمر أنّ برنامج عمل المشاهد والمسرح المفتوح ومادة الأوبريت كان وفق رؤية إستراتيجية سعت لكي تعكس إعادة ذلك التاريخ الحضاري العربي الإسلامي المُشرق من خلال أداة الفنون لكي تتخذ من المهرجان مادة مجزأة وفق سياق واحد يعكس التاريخ العربي القديم وإسقاطاته الحضارية على الأحساء ودروها المركزي في تأسيس ورعاية الوحدة الوطنية مع الدولة اقتصاديا واجتماعيا. المهرجان أيضاً يغطي التراث القديم في أقسامه الحرفية والاجتماعية من صقل السيوف إلى حياكة البشت الحساوي، وصولا إلى الخبز الحمر وبصمة الربيّع الشهيرة ويخصص مشاركة لأعمال التطوع النسائية والاجتماعية, وهناك حالة من الانسجام والتفاهم والتعاضد لإنجاح العمل بين كل قطاعات السياحة وتحولهم كفريق موحد ومنهم الصديق وليد الحسين وزملاؤه الآثاريون ومكتب رعاية الشباب والصديق يوسف الخميس وصديقنا سعد الحرشان وزملاؤهم وجمعية الثقافة والفنون وسامي الجمعان وهو رئيسها وشبابه منفذو العمل. وبالعودة إلى الأوبريت الذي أخرجه المبدع نوح الجمعان فقد كانت ممازجة النص بما ورد عن عبد القيس وتحويله إلى إعادة بعث قيمي للمجتمع، ثم ذلك المسرح المفتوح في ليلة ربيعية جميلة ودخول ذود الجمال الحقيقي في إعادة تأكيد قصة درب الحرير الصيني وجزئه الأحسائي والفرسان الخيّالة مع اندماج حركة الممثلين والموسيقى التصويرية عبر المؤثرات الصوتية ليتحول مشهداً خلابا ومثيرا للمشاهد ومشاعره وتكثيف المعنى للتاريخ الأحسائي المشرق. لا شك في أنه جهد مميز وعلامة فارقة أضحى العائدون من جواثا يبعثونها لصورة مشرقة لإبداع الشخصية الاحسائية وقدراتها وكان حشد التعاون مع العديد من القطاعات خاصة أمانة الاحساء وغرفة التجارة بالاحساء حسبما أشار رئيس اللجنة المنظمة عناصر مهمة للنجاح. بوركت السواعد لكم جميعا يا أبناء الأحساء، وليُغنّي التاريخ من جديد عودة القديم بالمجد الجديد.