بعد معاناة من الانتظار, وبعد جرعة إلزامية من البيروقراطية المعتادة في معاملاتنا الحكومية لاسيما الصحية منها، وبعد طول أمل، توفي أمس المواطن خالد الحساوي «رحمه الله» والذي انتظر بفارغ الصبر تنفيذ أمر علاجه في ألمانيا، ليعلن بذلك حالة جديدة من حالات التخبط المعتاد لمستشفياتنا الموقرة، خالد الذي ذهب إلى مثواه الأخير خلف وراءه زوجة وأربعة أطفال. ولعل قراء «اليوم» تابعوا ما نُشر في الأسبوع الماضي بتاريخ 21/4/2013 تحت عنوان «أمر بعلاج مريض في ألمانيا يواجه بيروقراطية الصحة»، حيث كان المريض خالد وأخوه سعيد يناشدان المسؤولين في وزارة الصحة أن يسارعوا في تنفيذ الأمر الذي يضمن علاج خالد في ألمانيا إلا أن جملة من العقبات المعتادة وقفت حجر عثرة في طريقهما وأصبح سعيد متردداً ما بين الدمام والرياض طيلة الأشهر الماضية، باحثاً عمّن يعطل الأمر ومن يقف خلف تأخيره. أخو المتوفى سعيد قال : الحمد لله على كل حال وهذا قضاء الله وقدره، وهاهو أخي خالد يرحل من بين أيدينا على مرأى ومسمع من الناس، وبقي في نفسه حاجة لم يقضها له هذا الوطن بمقدراته وميزانياته الصحية التي تنافس أرقى دول العالم في الطب، وإن كان خالد قد رحل فقد رحل قبله الكثير جراء أخطاء طبية وحقول للتجارب ضحاياها مواطنون وضعوا أرواحهم في أيدي كوادرنا الطبية ثقة فيهم فأصبحت للأسف الشديد بعض مستشفياتنا مسارح تقام فيها أبشع الأخطاء الطبية وكأننا في دول أفريقية أو شرق آسيوية معدمة!. وعن تطورات حالة خالد يقول: بسبب التأخير والتعنّت الذي واجهناه من مسؤولي الصحة طيلة الأشهر الماضية وبسبب أنه ليس لدينا «واسطة» تدهورت حالة خالد فأصيب بالفشل الكلوي وأدخل العناية المركزة قبل بضعة أيام، فأصبح يغسل الكلى كل ثلاثة أيام رغم أنه دخل المستشفى وليس لديه هذه المضاعفات، وما هي إلا أيام قليلة حتى أخذت حالته تزداد سوءاً، ونحن بكل أسى وحزن ننتظر بصيص أمل يأتي به الله في تفعيل الأمر، إلا أن خالد بدأ يتغير كثيراً فقد توقف قلبه مرتين وأصبح لديه نزيف داخلي وما هي إلا لحظات حتى توقف قلبه تماماً معلناً وفاة مواطن طالما انتظر أبسط حقوقه الصحية ألا وهو العلاج!. وعن أسباب الوفاة التي يسوقها مسؤولو الصحة في ملف خالد يقول سعيد ان سبب الوفاة المكتوب هو أمراض الجهاز البولي والتناسلي إضافة إلى الفشل الكلوي. ويضيف سعيد: هذه الأمراض لم تكن موجودة قبل دخوله المستشفى ! فمن أين أتت ؟ وهل المريض يدخل إلى المستشفى ليتلقى العلاج أم ليتلقى الأمراض ؟! وأضاف: لدي تقارير طبية تثبت خلوه من هذه الأمراض وإنني أطالب إمارة المنطقة الشرقية بالتدخل وتشكيل لجنة طبية ومعرفة السبب الحقيقي في وفاة أخي، لأننا لم نعد نثق في أي شيء تحت مسمى «وزارة الصحة» فإذا كانت بيروقراطية الصحة ومماطلتها في علاجه في ألمانيا من أبرز الأسباب في تدهور حالته فكيف نثق بها أن تنصفنا وأن توضح لنا أسباب الوفاة الحقيقية. «اليوم» بدورها حاولت البحث عن تفاصيل وحقيقة ما جرى للمتوفى خالد وعن أسباب تأخر أمر العلاج له بجانب السبب الحقيقي في وفاته فقامت بالاتصال على الناطق الإعلامي بمستشفى الملك فهد التخصصي محمد مقيبل لمعرفة تفاصيل القضية فوعدنا بالرد خلال اليومين القادمين .