نعم ،حقاً استطاع الفتح بالإصرار وعزيمة الرجال تغيير مفاهيم ومعتقدات كرة القدم التي ظلت مرتبطة في أذهان خبراء وعشاق وإداريي كرة القدم .عصورا من الزمن ليست في المملكة أو العالم العربي بل على المستوى العالمي .. لقد كانت تلك المفاهيم دساتير واستراتيجيات سارت عليها معظم الفرق الكبيرة التي حققت بطولات وطنية او اقليمية أو دولية.وإذا ما عرفنا أن هذه المفاهيم التي اعتمدوا عليها كانت تطلب الجهود الكبيرة وخصوصاً توفير الميزانيات الضخمة التي تصل في كثير من الاحيان الى مئات الملايين ، والمدرب العالمي وجهاز التدريب ،اللاعبين الاجانب المشهورين واعضاء الشرف الداعمين والإعلام القوي المساند والجهاز الإداري المتخصص والمعسكرات الخارجية والإعدادات الفنية وتوفير لاعبي الخبرة في تحقيق البطولات وحسم المباريات بالاضافة الى الرواتب والمكافآت الكبيرة والفلل الضخمة والسيارات..كل هذه المفاهيم قد تنجح وتحقق بطولات وقد تفشل ولا تحقق ما تصبو اليه . واصبحت ضحية من ضحايا كرة القدم . جميل جداً السياج الحصين حول اعضاء الفريق الذي لم يستطع احد النيل منه او التأثير عليه على الرغم من الإمكانيات والميزانيات المتواضعة لم يكن هناك اي تقصير تجاه اعضاء الفريق من ناحية الرواتب والمكافآت والبدلات والحوافز كانت تصرف بانتظام وفق التخطيط المنظم ، استطاعوا خلق الاجواء المناسبة والتعاون بين الجميع. ونحن هنا على مفترق طرق إما الاستمرار على هذه المفاهيم والمعتقدات وخطط السابقين أو نقول للجميع وداعاً لمفاهيمكم التي أصبحت مثل الحضارات التي سادت ثم بادت .ونعمل على الاستفادة من التجربة الرائدة لنادي الفتح .هذا النادي الصغير في امكانياته الكبير في عطاءاته من نتائج مثالية .ويعتبر تفوقه دروسا وعبرا في الاستقرار الإداري والفني ، في الفكر الإداري المنظم الذي استطاع أن يرسم خطة من أجل التفوق وتحقيق الهدف وهو بطولة دوري زين لكرة القدم أكبر دوري عربي . استراتيجية واضحة وتخطيط طويل المدى منذ تحقيق بطولة الدرجة الاولى والصعود الى الممتاز .استقرار فني مع القائد المدرب فتحي الجبال الذي استطاع أن يبرهن ويثبت الجدران في عالم التدريب ويتفوق على منافسيه من المدربين العالميين الاجانب .لقد عمل الجميع كخلية واحدة في منظومة عمل متكاملة سنة بعد سنة .كفاح وصبر ونكران للذات . العمل بصمت وجعلوا افعالهم وانتصاراتهم تتكلم عنهم .عملوا على البعد عن الإعلام طوال مسيرتهم. عندما تصدر الفتح في بداية الدوري والنصف الاول قالت وسائل الإعلام والنقاد ان الدوري يحتاج الى النفس الطويل والبديل الجاهز والخبرة في التعامل مع مباريات الحسم .استمر الفتح في مسيرته فوز بعد الاخر يقارع أكبر الفرق السعودية التي أصبحت تحسب له اكبر الحسابات. جميل جداً السياج الحصين حول اعضاء الفريق الذي لم يستطع احد النيل منه او التأثير عليه على الرغم من الإمكانيات والميزانيات المتواضعة لم يكن هناك اي تقصير تجاه اعضاء الفريق من ناحية الرواتب والمكافآت والبدلات والحوافز كانت تصرف بانتظام وفق التخطيط المنظم ، استطاعوا خلق الاجواء المناسبة والتعاون بين الجميع .الاسرة الواحدة والفريق الواحد من إدارة وجهاز تدريب فني وجهاز إداري ولاعبين وجماهير .قالوا للجميع بصوت واحد الفتح طائر في السماء يبغى بطولة السنة. بطولة عن جدارة 19 فوزاً و4 تعادلات وخسارة واحدة و61 نقطة .لقد استطاعوا كتابة اسم الفتح في سجل أبطال هذه المسابقة وكسر الاحتكار بعد الهلال والإتحاد والشباب والنصر والإتفاق. نعم .. دعم شرفي لا محدود وإدارة ناجحة بكل المقاييس وجهاز فني متميز ومبدع ولاعبون مخلصون والجماهير الوفية التي ساندت من البداية الى النهاية. انه منبع الوفاء لأهل الوفاء ، موسم حافل بالعطاء والتضحيات والجهود المميزة .وكانت الثمرة بطولة غالية أعادت البسمة إلى أبناء الأحساء وأبناء المنطقة الشرقية . آن الأوان للأندية السعودية لتغير مفاهيمها ومعتقداتها وخططها والتخلص من عقدة الخواجة والاستفادة من هذه التجربة القيمة وتكرارها .حتى نستطيع الرقي بأبنائنا والمحافظة على ثروتنا واستثمارها من أجل الاجيال القادمة . كل الايادي صفقت وكل الحناجر رددت ..مبروك وألف مبروك لنادي الفتح تحقيق الحلم... [email protected]