جاء تحقيق نادي الفتح للقب بطولة دوري زين السعودي للمحترفين بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل لكافة المتابعين ورسالة مبطنة للمسئولين في الأندية الكبيرة، بأنّه من الممكن تحقيق البطولات بميزانيات لا تتعدى نصف ما ينفقونه على أنديتهم سنويا خاصة وأن نادي الفتح يتفوق في نقطة على العديد من هذه الأندية بأنه يضم مجموعة كبيرة من فرق الألعاب الأخرى المنافسة على البطولات. نادي الاتحاد هو من أبرز الأندية التي طالبت جماهيره إدارة ناديها بالسير على خطا إدارة النموذجي في هذا الجانب من حيث تقليص المصروفات والاختيار السليم للأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين في الفريق حتى لا يضطر النادي لفسخ العقود والدخول في متاهات الشروط الجزائية. ملحق الميدان سأل عدد من الاتحاديين عن رأيهم في الإنجاز الفتحاوي والبداية كانت مع عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد شادي زاهد الذي اعتبر بأن نادي الفتح قدّم درساً قاسيا لجميع الأندية حول أن المال عاملٌ مساعد ولكن ليس كل شيء فهناك الكثير من العمل الذي يجب أن يتم إنجازه إلى جانب المال, وأعتقد أن أهم الدروس التي يجب أن يتم تعلمها من نادي الفتح هو الصبر وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات ،واعتقد أن حالة الفتح تحتاج المزيد من الدراسة لاستخلاص العِبر التي سينعكس تأثيره على الكرة السعودية ككلٍ في المستقبل , وأضاف: بأنه يستغل هذه الفرصة لتقديم التهنئة لإدارة نادي ولاعبيه وكافة الداعمين للنادي على هذا الإنجاز المميز. من جانبه أكد مدير الكرة السابق بالنادي الدكتور محمد السليمان بأن نادي الفتح نجح في استغلال الموارد وتصريفها بالشكل السليم في التعاقد مع لاعبين بأسعار معقولة غير مبالغ فيها عكس الوضع القائم في الأندية الكبيرة التي يكثر فيها المستنفعون الذين يرفعون أسعار اللاعبين لتحقيق مصالحهم الشخصية. وحول توقعاته عن مدى أمكانية استمرار فريق الفتح في المواسم المقبلة على نفس المنوال ،أكّد السليمان، بأن هذا الأمر صعبٌ جدا وفوق طاقة إدارة نادي الفتح ،لأنّ الأندية الغنيّة سوف تبادر الآن لاستقطاب عناصر النجاح في هذا الفريق من مدرب ولاعبين محليّين وأجانب ،وهناك العديد من الأمثلة لأندية في دورينا حققت نتائج بدرجات أقل من الفتح لكنها لم تستطع الاستمرار بسبب قوة المال، وعلى سبيل المثال فريق نادي الوحدة الذي كان قاب قوسين أو أدنى في موسم 2006 من تحقيق دوري كأس خادم الحرمين الشريفين وخرج في نصف النهائي من أمام الاتحاد حينها في الأشواط الإضافية، حيث كان يضم الفريق هداف الدوري السعودي العام الماضي ناصر الشمراني والمدافع اسامة هوساوي و عيسى المحياني وعلاء الكويكبي والمدرب الالماني بوكير وفي الموسم الثاني كان جميع هذه العناصر خارج نادي الوحدة لأن الإمكانيات المالية للنادي لتمكنه من الإبقاء عليهم ضمن صفوفه. مدرب الفريق الأولمبي بنادي الاتحاد المدرب الوطني حسن خليفة اعتبر أن تحقيق الفتح للقب بطولة دوري زين السعودي للمحترفين بإمكانياته المالية التي لا تقارن بأندية مثل الهلال والاتحاد والنصر والأهلي هو نتاج عمل مدروس وتخطيط بعيد المدى لم يتأثر بالهزات العنيفة التي تعرّض لها الفريق مثل خسارته في الموسم الماضي من نادي القادسية بستة أهداف دون مقابل، فلو حدث مثل هذا الأمر في نادي أخر لأبعد المدرب وأحضر جهاز فني جديد فالصبر على المدرب فتحي الجبال لمدة ستة سنوات قاد الفتح لبناء فريق قوي ومنظم يتم تطعيمه بلاعبين في نطاق ضيق وحسب الحاجة الفنية لذلك نجح الفريق في السير بخطا ثابتة نحو تحقيق هذا للقب. وحول تأثير الضغوط الجماهيرية على قرارات مجلس الأندية والتي تضطر معها هذه الأندية لاتخاذ قرارات متسرعة كإقالة المدربين وإبعاد اللاعبين المحترفين الأجانب، أوضح خليفة بأن مجلس الإدارة إذا أراد أن يطبّق سياسة طويلة المدى يجب عليه أن يكون صريحا في حديثه مع أعضاء الشرف والجماهير ولا يميل إلا إطلاق الوعود المبكرة ثم بعد حدوث خسارة يتم التذرع بالبناء أو التخطيط المستقبلي فيجب أن يكون الخطاب واضحا حتى في حال تحقيق إنجاز وقتي بأن العمل مازال لبناء فريقٍ يستمر لسنوات.