أول عهدي بالشعب الإيراني كان عن طريق فتاتين إيرانيتين يهوديتين تدرسان معي في معهد اللغة الإنجليزية بأميركا في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي وبعد سنة من نجاح الثورة الإيرانية. لم تكن بداية مشجعة لترك أثر إيجابي عن إيران، حيث غادرتا إيران بعد الثورة إلى فلسطين وأصبح ولاؤهما سريعاً لدولتهما الصهيونية ما يؤكد سطوة الولاء الديني على الولاء الوطني. ما كان يزيدني غيظاً وربما حسداً عندما تذكران لنا عن رقي وعدالة دولتهما الجديدة مقارنة ببقية الدول المجاورة الفاشية على حد زعمهما! تشير الشواهد التاريخية إلى أن الخط الكوفي كان رائجاً في إيران واشتهر في الكوفة وسمي بالخط الكوفي أيضاً. وانتقل من الأدب إلى صناعة السجاد و جزء أساس من الثقافة الفارسية ويمتاز ببساطة الرسوم وحرارة اللون وتعتبر إيران أكبر مصدر له في العالم. أما الموسيقى فسأكتفي بذكر المطربة فائقة الجمال والأنوثة «قوقوش» التي طالما أمتعتنا بصوتها وحضورها تبدلت نظرتي عن إيران إيجابا بعد زمالة سنوات عديدة لشباب إيرانيين ذوي خلق رفيع وألفة ومتعة على الرغم من ظروفهم الصعبة بعد الثورة. كانوا فارسيين عند الحاجة وكنت عروبياً عند الحاجة أيضاً، ومع ذلك اندمجت كثيراً مع حياتهم وأصبحت جزءاً منهم. أحضر ندواتهم ومناسباتهم الثقافية (لم تكن ثقافية بالكامل) والموسيقية القريبة من موسيقانا العربية! كنت أنتظر مكالمة تلفونية من عائلة أحدهم لتناول وجبة عشاء إيرانية لا تخلو من الأرز الإيراني المطعّم بالزعفران والقرفة و شيلو كباب واللبن الرائب مع النعناع، ولا يتركونني أخرج قبل التهام «فالودة» أو آيسكريم الورد المنعش! كل هذا جعلني أقرأ عن هذا البلد العريق فتعرفت على تاريخه الفلسفي والأدبي وتأثيره في الحضارة الإسلامية. فمن الأدب ظهر جلال الدين الرومي الذي يُعتبر أعظم شعراء الحب الإلهي، وعمر الخيام الذي اشتهر برباعياته التي ترجمت إلى معظم لغات العالم. كما تشير الشواهد التاريخية إلى أن الخط الكوفي كان رائجاً في إيران واشتهر في الكوفة وسمي بالخط الكوفي أيضاً. وانتقل من الأدب إلى صناعة السجاد و جزء أساس من الثقافة الفارسية ويمتاز ببساطة الرسوم وحرارة اللون وتعتبر إيران أكبر مصدر له في العالم. أما الموسيقى فسأكتفي بذكر المطربة فائقة الجمال والأنوثة «قوقوش» التي طالما أمتعتنا بصوتها وحضورها ورقصها وأجزم بأن قلة قليلة جداً من شباب ورجال جيلي لم يقع في اعجاب وغرام هذه السيدة. كما كانت إيران السبب الرئيس في انتشار لعبة الشطرنج -التي نشأت في الهند- ولا تزال من الدول المبدعة في مسابقاتها وتسمى بلعبة النفس الطويل وهذا ما يفسر طول نفسها في مفاوضاتها مع الدول الخمس 1 بخصوص برنامجها النووي! ما سبق ذكره هي إيران التي عشقت وليس إيرانالجديدة التي تقوم بتأجيج الحراك الشعبي السلمي في بعض مناطق الخليج العربي لتضيف إليه نكهة طائفية كريهة غير سلمية تغذي فيها الحروب الطائفية لتزيد القطيعة بين سنة وشيعة العرب خدمة لمطامعها التوسعية. ولا أظن أن هناك أكثر وقاحة من إرسال قواتها وقوات وكلاء ينوبون عنها لمساعدة الرئيس السوري على قتل شعبه وإبادته! لا أستبعد أن إيرانالجديدة تقوم ومنذ عقود بالتنسيق مع أمثال الفتاتين اليهوديتين السابق ذكرهما في بداية المقال، فمن الواضح أن مصالح الدولتين متطابقة ومشتركة! Nabeel_Almojil@ تويتر