ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المملكة العربية السعودية والمقام حالياً بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض أقيمت مساء أمس محاضرة بعنوان (الأدبان المعاصران العربي والفارسي مقارنة في الظواهر المشتركة) ألقاها الدكتور محمد علي آذر وأدارها الدكتور محمد عبدالرحمن الربيع، وقد جاءت هذه المحاضرة لتأكيد الروابط الوثيقة بين الأدبين العربي والفارسي حيث يقول الدكتور محمد آذر بأننا في إيران نعمل على نشر اللغة العربية في إيران وتأليف الكتب العربية وتوجد في كل الجامعات دراسات للغة العربية من أجل أن نتواصل مع إخواننا في كل أرجاء العالم الإسلامي لأنها لغة القرآن، كذلك قمنا بتفعيل الروح الحضارية في العالم الإسلامي، والسكون والخمود يولد التفرق والتمزق، وعندما نعود إلى الماضي فإنه يؤكد عمق تلاحم حضاراتنا. الحضارة تأتي من تكريم الإنسان ومن تعارف البشر، وأعظم تعارف بين البشر هو تعارف الإيرانيين بالعرب، ونرى ذلك جلياً في الكوفة والبصرة من الحضارة الإسلامية، ومتى أحس الفرد بعزته فإنه يتحرك نحو الكمالية والإسلام قائم على أساس تكريم الإنسان ودعوته للتعارف، ونحن بحاجة إلى أن نشعر بعزتنا بانتمائنا للإسلام، وقد واجهنا في مطلع القرن التاسع عشر محاولات لفصل إيران عن الحضارة العربية والإسلامية وكان هناك من نادى بأن عزة إيران ومجدها سيعود عندما يعودون إلى سابق عهدها قبل الإسلام. وكل ما واجهه العالم العربي وإيران من تمزيق للهوية إلا أن العالمين حافظا على عزتهما بسبب ما يؤمن به الإنسان المسلم من عقيدة وشعائر وعبادات. وأشير هنا إلى دور أرض الحرمين الشريفين في تثبيت الهوية الإسلامية، وقدتزلزلت هذه الهوية ولن نستعيد دورنا الحضاري إلا بتكريم الإنسان ودعوته للتعارف، والأدب العربي تأثر في القرون الأخيرة بالأدب الغربي وكذلك الأدب الفارسي، ومن العجيب أن الأدب العربي والفارسي بينهما ارتباط قوي، رغم تأثرهما بالأدب الغربي وأذكر أن شقيقي كنكني أحد أدباء فارس وهو لا يجيد اللغة العربية عندما سمع شعر المتنبي قال بأن هذا الشاعر لو أخذ آلة موسيقية لفاق مقطوعات (بيتهوفن) من شدة إعجاب أدباء فارس بالشعر والأدب العربي، فالمتنبي كان محل اهتمام الإيرانيين حتى في حياته حيث كان يلقي المتنبي القصيدة في العراق وفي نفس الوقت يتغنى بها الناس في إيران، فأي قرية كونية كنا وأي تواصل كان بيننا وفي هذا الوقت مع انتشار وسائل الاتصال وسهولة الحصول على المعلومة نحن أقل تواصلاً منا في القرن الرابع الهجري. وأضاف الدكتور آذر بأن مظاهر التقاء الأدبين الفارسي والعربي كثيرة، فالكثير من الإيرانيين نظموا الشعر العربي وكذلك كثير من العرب نظموا بالفارسية وهذه الوحدة الحضارية التي نتمنى أن تعود. ومن مظاهر الوحدة الأدبية أن إنتاج الأدباء العرب والفرس متحد في رفض الواقع السيئ للعالم الإسلامي. وهذا يدل على أن الجذر الحضاري مشترك بين الأدبين. ونجد أن التأثر بالأدب الغربي متوازن بين الأدب العربي والفارسي وكذلك شعر النثر والروح الإسلامية أيضاً في الأدب نجدها في الأدب العربي والفارسي وكذلك هناك مشتركات عاطفية مثل قضية فلسطين التي قال فيها الإيرانيون بالفارسي ما يوازي ما قاله أدباء العرب المعاصرون عن هذه القضية. وفي نهاية المحاضرة استمع الحضور لمداخلات وتعليقات وأسئلة جانب من المثقفين رجالاً ونساء.