ربما يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد شعر بإغراء ليقول لنظيره الأمريكي باراك أوباما «ألم أقل لك؟» حين أنحى مسؤولون أمريكيون باللائمة على اثنين من أصول شيشانية في تفجيري بوسطن. ويقول بوتين منذ فترة طويلة إن الولاياتالمتحدة تسيء تقدير التهديد الأمني الذي يمثله الإسلاميون في منطقة شمال القوقاز المضطربة بروسيا ورفض انتقادات مفادها أن استخدام موسكو للقوة بالمنطقة كان مبالغا فيه. لكن زعيم الكرملين التزم الصمت في العلن منذ قتلت الشرطة الامريكية تيمورلنك تسارناييف في تبادل لإطلاق النار وألقت القبض على شقيقه الأصغر جوهر بعد ملاحقتهما. والاثنان من أصول شيشانية ويعيشان في الولاياتالمتحدة. بدلا من هذا أدلى بوتين والرئيس الأمريكي بتصريحات إيجابية عن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في مكالمة هاتفية يوم الجمعة مما يشير الى أن الجانبين يريان فرصة لتحسين العلاقات المتوترة بين بلديهما. وقال ماثيو روجانسكي نائب مدير برنامج روسيا ويوراسيا بمعهد كارنيجي في واشنطن «أتمنى أن يتيح الكشف عن صلة المفجرين بالشيشان فرصة لإصلاح التعاون الأمني بين الولاياتالمتحدةوروسيا». وقال الكرملين في بيان مقتضب بعد المكالمة الهاتفية بين بوتين وأوباما إن الرئيسين اتفقا على تكثيف التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وتحدث ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين بنبرة متفائلة في مقابلة تلفزيونية وقال لقناة روسيا 24 الحكومية «أعتقد أنه ستكون هناك اتصالات بين أجهزتنا المخابراتية». ولم يذكر تفاصيل. وقال مصدر في أجهزة إنفاذ القانون الأمريكية لرويترز يوم السبت إن روسيا كانت قد طلبت من مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) التحقيق مع تيمورلنك تسارناييف عام 2011. ولم يتضح ما الذي فعلته موسكو للتعاون مع واشنطن منذ تفجيرات الاثنين لكن مجرد اتخاذ خطوات صغيرة سيمثل تقدما في علاقة أمنية تدهورت في السنوات القليلة الماضية. قال إدوارد ديفو رئيس شرطة ضاحية ووترتاون في بوسطن لشبكة (سي.إن.إن.) التلفزيونية السبت إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الشقيقين تصرفا بمفردهما. واضاف «مما اعرفه حتى الآن هو ان هذين الشخصين تصرفا معا وبمفردهما» تحديد الدافع وفي بوسطن يسعى المحققون الامريكيون الى تحديد الدافع وراء تفجيري ماراثون بوسطن وما اذا كان آخرون غير المشتبه بهما المعروفين ضالعين في الهجوم ويتحينون اي فرصة لاستجواب المشتبه به الناجي المنحدر من اصل شيشاني. ويرقد جوهر تسارناييف (19 عاما) في مستشفى ببوسطن مصابا بجروح خطيرة الامر الذي يجعله غير قادر على التحدث بعد اعتقاله في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة في نهاية مطاردة تسببت في اغلاق بوسطن. وقتل شقيقه تيمورلنك (26 عاما) في وقت مبكر يوم الجمعة بعد تبادل لاطلاق النار مع الشرطة. ويحاول المحققون التأكد مما اذا كان الاثنان حصلا على مساعدة في تفجير القنبلتين عند خط النهاية في الماراثون المزدحم يوم الاثنين مما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 176. وقال مصدر بسلطات انفاذ القانون ان تيمورلنك سافر الى موسكو في يناير 2012 وقضى ستة اشهر في المنطقة لكن لم يتضح ماذا فعل خلال وجوده هناك وما اذا كان اتصل بجماعات اسلامية في منطقة القوقاز المضطربة بروسيا. ولم توجه السلطات الامريكية بعد اتهامات لجوهر الذي سيدافع عنه مكتب المحامي العام الاتحادي الذي يمثل المجرمين المشتبه بهم الذين لا يستطيعون توكيل محامين عنهم. كما أثيرت تساؤلات حول مكتب التحقيقات الاتحادي (اف.بي.اي) الذي قال انه استجوب تيمورلنك عام 2011 بعدما اثارت اجهزة الامن الروسية مخاوف من انه يتبع نهجا متشددا. وقال مكتب التحقيقات انه لم يرصد حين ذاك اي «نشاط ارهابي». لكن زبيدة تسارناييفا والدة المشتبه بهما التي تعيش الان في روسيا ابلغت محطة تلفزيون روسية ان تيمورلنك كان تحت مراقبة مكتب التحقيقات الاتحادي لسنوات. وقال إدوارد ديفو رئيس شرطة ضاحية ووترتاون في بوسطن لشبكة (سي.إن.إن.) التلفزيونية السبت إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الشقيقين تصرفا بمفردهما. واضاف «مما اعرفه حتى الان هو ان هذين الشخصين تصرفا معا وبمفردهما». مقاتلو القوقاز ينفون ونفى مقاتلو شمال القوقاز أمس الاحد اي ضلوع لهم في اعتداء بوسطن بعدما تبين ان المشتبه بهما الرئيسيين هما شقيقان يتحدران من الشيشان، الجمهورية الصغيرة الواقعة في القوقاز. وقالت قيادة القوقاز في داغستان، الجمهورية غير المستقرة في القوقاز في بيان نشر على موقع مستقل على الانترنت ان مقاتلي القوقاز «لا يشنون عمليات عسكرية ضد الولاياتالمتحدةالامريكية». واضاف البيان «نحن نناضل فقط ضد روسيا المسؤولة ليس فقط عن احتلال القوقاز وانما ايضا عن جرائم بشعة ضد المسلمين». وكانت وسائل اعلام امريكية اعلنت في نهاية الاسبوع ان مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) يحقق في احتمال وجود روابط بين المشتبه بهما في اعتداء بوسطن، الشقيقان تسارناييف، والحركة الاسلامية في القوقاز بقيادة دوكو عمروف.