لا تقتصر الموهبة على شخص دون آخر، فكل منا موهوب، هذا ما تكشفه خفايا العمل الحرفي، فعندما نجد أنفسنا قادرين على صنع نماذج إبداعية يدوية، يمكن أن نجد شركاء يكملون حلقة العمل، ليصبح رافدا اقتصاديا مهما، فكل يصبح مكملا للآخر. عندما بحثت مع نحو 100 طالبة في جامعة الدمام، أخيرا، وخلال حلقة نقاش حول العمل الحرفي، تحت عنوان «العمل الحرفي.. مهنة من ذهب»، وضعت مبضع الجراح على أسباب عزوفهن عن الالتحاق به، إلا إنني وفي الوقت ذاته، وجدت العديد منهن يلوحن براية الحماس، ولكن جرعة من التحفيز وطرح الأفكار، قد تضعهن على أول الطريق، فلم يكن للمعوقات بيننا مكان، لأننا تناولنا أطراف الحديث حول المقترحات، ليكون العمل اليدوي، عنوانا لنا تحت شعار «صنعة في اليد،، أمان من الفقر». ثقافة المجتمع في العمل المهني، تتطلب مزيدا من الجرعات العلاجية، لكي نصل إلى مرحلة التعافي، ونستفيد من العمل المهني، كطريق للاستثمار من المثري جدا، أن يتفهم جيل الشباب أهمية الانخراط في العمل اليدوي، بيد أنهم يحاولون صناعة عقبات، سأسرد لكم مثالا حيا على ذلك ومن موقع الحدث أثناء الحلقة، إحدى الطالبات قالت إنها تمتلك موهبة التصميم، وليس لديها القدرة على التغليف وطرح الأفكار، لذا لم تفكر بأن تسعى في العمل المهني، لحاجتها لشركاء في الموهبة، من هنا انطلقت فكرة «شركاء الموهبة»، فعندما بادرت وطرحت أفكارا متنوعة، أمام الطالبات، أكدت إليهن أن «العمل المهني قد يحتاج إلى شركاء، فهناك من تجيد فن الماكياج وليس لديها قدرة على تصفيف الشعر، فإمكانية الشراكة سهلة جدا، وهكذا، إلى أن تعم ثقافة جديدة في مجتمعنا». قد تبدأ تلك الشراكات ببذرة إلى أن تنمو، وتترعرع، وتجد طريقها في الازدهار، فتنمو وتتكاثر إلى أن تصل لمراحل يجني السوق ثمارها، وتنبت منها فروعا، فلا يمكن أن نستهين بمواهبنا أو نستخف بها، ولا عيب إذا وجدنا من يكمل موهبتنا لصنع عمل تجاري، قائم على عمل متميز، ذات طابع مهني حرفي منفرد. عندما طرحت فكرة «شركاء الموهبة»، بدأت الطالبات يتبادلن أطراف الحديث، وكان هناك أفكار تنبع وتجد طريقها إلى الترجمة، وهناك إمكانية للتجريب كونهن طالبات في مقتبل العمر. ثقافة المجتمع في العمل المهني، تتطلب مزيدا من الجرعات العلاجية، لكي نصل إلى مرحلة التعافي، ونستفيد من العمل المهني، كطريق للاستثمار، فالعديد من الشركات الكبرى، بدأت عملها عن طريق الشراكات، لاسيما الشركات العائلية، إلى أن وجد كل طريقه، وأصبح استثماره عالميا، فلما تكون بدايتنا بسيطة متدرجة، لاسيما في العمل الحرفي الذي يحتاج سواعد أبناء بلده، والمزيد لشحذ الهمم والالتفات، ليكون عملنا اليدوي، مهارة وطنية يحكي بها التاريخ، ويتناقلها الأجيال، وتصبح موروثا اجتماعيا على مر العصور، ومنتجا ذا طراز حديث، يتواكب مع متغيرات العالم.