أرجع المدرب الوطني حسن خليفة، تحقيق الفتح للقب بطولة دوري زين السعودي للمحترفين بإمكاناته المالية التي لا تقارن بأندية مثل الهلال والاتحاد والنصر والأهلي، إلى عمل مدروس وتخطيط بعيد المدى لم يتأثر بالهزات العنيفة التي تعرض لها الفريق مثل خسارته في الموسم الماضي من القادسية بسداسية "لو حدث مثل هذا الأمر في ناد آخر، لأبعد المدرب وأحضر جهازا فنيا جديدا، إلا أن الصبر على المدرب فتحي الجبال لمدة ست سنوات، جعل من الفتح فريقا قويا منظما، يتم تطعيمه بلاعبين في نطاق ضيق حسب الحاجة الفنية". وحول تأثير سياسة إدارة الفتح على نظيراتها في الأندية الأخرى، قال "يفترض على أي مجلس إدارة إذا أراد أن يطبق سياسة طويلة المدى، أن يكون صريحا في حديثه مع أعضاء الشرف والجماهير ويبتعد عن إطلاق الوعود المبكرة لتفادي أي مطبات قد تحدث، كحدوث خسارة مثلا ومن ثم التذرع بضعف البناء أو التخطيط المستقبلي، لذا يجب أن يكون الخطاب واضحا حتى في حال تحقيق إنجاز وقتي، بأن العمل ما زال مستمرا لبناء فريق يصمد لسنوات". من جهته اعتبر عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد شادي زاهد، فوز الاتحاد بلقب الدوري، درس قاس لجميع الأندية، وتحديدا في مسألة الأموال وأنها عامل مساعد لكنها ليست كل شيء "هناك الكثير من العمل الذي يجب أن يتم إنجازه إلى جانب المال، وأعتقد أن أهم الدروس التي يجب أن يتم تعلمها من نادي الفتح، الصبر وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات". وأضاف "حالة الفتح تحتاج المزيد من الدراسة لاستخلاص العبر التي سينعكس تأثيره الإيجابي على الكرة السعودية ككل في المستقبل". من جانبه أكد الناقد الرياضي الدكتور محمد السليمان، أن الفتح نجح في استغلال الموارد وتصريفها بالشكل السليم في التعاقد مع لاعبين بأسعار معقولة غير مبالغ فيها، عكس الوضع القائم في الأندية الكبيرة التي يكثر فيها المستنفعون ممن يرفعون أسعار اللاعبين لتحقيق مصالحهم الشخصية. وحول توقعاته عن مدى إمكانية استمرار الفتح في المواسم المقبلة على نفس المنوال، قال السليمان "هذا الأمر صعب جدا وقد يفوق طاقة إدارة النادي، لأن الأندية الغنية سوف تبادر من الآن لاستقطاب عناصر النجاح في هذا الفريق من مدرب ولاعبين محليين وأجانب، وهناك العديد من الأمثلة لأندية في دورينا، حققت نتائج بدرجات أقل من الفتح، لكنها لم تستطع الاستمرار بسبب قوة المال، كفريق الوحدة الذي كان قاب قوسين أو أدنى في موسم 2006 من تحقيق دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، قبل أن يخرج في نصف النهائي أمام الاتحاد بالأشواط الإضافية، حيث كان يضم الفريق هداف الدوري السعودي العام الماضي، ناصر الشمراني والمدافع أسامة هوساوي وعيسى المحياني وعلاء الكويكبي وكامل الموسى والمدرب الألماني بوكير، وفي الموسم الثاني كانت جميع هذه العناصر خارج النادي لأن الإمكانات المالية للنادي لم تمكنه من الإبقاء عليهم ضمن صفوفه.