بين الحين والآخر يخرج علينا من يحاول تبسيط أخطاء لجان اتحاد الكرة .. في محاولة يائسة باسم الورقة التطوعية في المهمة الموكلة لهم .. وهو دفاع لا يتلاءم مع المرحلة الراهنة التي تتطلب مواكبة فعلية لما يحدث من قفزات هائلة في جعل الرياضة صناعة .. وليس فقط فنا ومتعة وفوزا وخسارة وجمهورا ونجاحا وفشلا..!! وقد حان الوقت للمكاشفة والمصارحة بتغيير بعض المفاهيم التي كانت سائدة في حقبة الثلاث عقود من القرن الماضي .. ولعل مفهوم التطوع في الأندية والاتحادات واللجان .. هو المصطلح الذي سيطر كثيرا على مضمار العمل في المجال الرياضي .. وللأسف الشديد أهملت أخطاء متراكمة لسنوات بداعي هذا البعبع الكبير الذي يسمى " تطوع" .. !! صناعة الرياضة في الألفية الثالثة .. يجب أن تمسح من ذاكرتها وأجندتها .. ما كان في البدايات .. فكل شيء يتطور .. وهذا التطور لن يأتي إلا إذا تغيرت الأدوات والمفاهيم .. لإيجاد آلية جديدة تدفع بالحركة الرياضية إلي الأمام .. وفق إستراتجية احترافية .. ليس فقط للأقدام التي تركل الكرة داخل المستطيل الأخضر .. بل أيضا للعقول التي تدير تضاريس كرة القدم في المكاتب واللجان والاتحادات ..!! خارطة النجاح .. لا تتطلب منا أن نجعل اللجان تسير بقدم واحدة .. ونتوقع منها السرعة والجودة .. وعلينا أن نطالب بتطويرها لمحاسبتها .. أما أن نجعلها تهيم في الصحراء بدون ماء وزاد .. ونتوقع استمرارها في الحياة .. فهذا من سابع المستحيلات ..!! وهنا يبرز أكثر من سؤال .. مطلوب من صناع القرار للرياضة السعودية الإجابة عليه .. لماذا لا يفرغ رؤساء اللجان لعملهم الرياضي حتى يستطيعوا إبراز إنتاجهم على أكمل وجه ؟ والسؤال الأهم .. كيف نطالب اللجان والقائمين عليها بعمل احترافي وتطوير مهاراتهم ومعارفهم ومعلوماتهم .. والإطلاع على كل ما هو جديد في مضمار الرياضة .. وهم منهمكون في وظائفهم الخاصة .. ولا يلتقون إلا في الاجتماعات لدراسة بعض القرارات ؟! .. بالله عليكم عمل هكذا هل يرجى منه تنمية وإنتاج وقرارات صائبة ..!! نعم نلوم اللجان كثيرا .. ونرفض تبسيط أخطائها .. لأن عواقب تلك الأخطاء ترمي في خاصرة المجتمع الرياضي تحريضا واحتقانا وجهلا وفوضى .. ليختلط الحابل بالنابل .. ولكن في الوقت ذاته علينا أن نطل على صناع القرار في الهرم بسؤال من وجهة نظري جوهري للغاية .. هل وفرنا الأدوات والآلية لعمل تلك اللجان ؟! .. أين هي تلك الأدوات وجميع من يعمل في اللجان غير متفرغ .. وكيف يطور من إمكاناته في مجال اختصاصه وهو " محلك سر " لا يجتمع مع خبراء .. ولا تتاح له الفرصة لكسب مهارات جديدة عبر زيارة الاتحادات المتطورة بين الفينة والأخرى.. !! نعم نتفنن في جلد اللجان بدون رحمة .. وبمناسبة وبدون مناسبة .. وهذا واجب السلطة الرابعة .. ولكن علينا أن ننظر أيضا للعراقيل والعوائق المتناثرة في شوارع وأرصفة هذه اللجان ..!! خارطة النجاح .. لا تتطلب منا أن نجعل اللجان تسير بقدم واحدة .. ونتوقع منها السرعة والجودة .. وعلينا أن نطالب بتطويرها لمحاسبتها .. أما أن نجعلها تهيم في الصحراء بدون ماء وزاد .. ونتوقع استمرارها في الحياة .. فهذا من سابع المستحيلات ..!! ما يحدث حاليا في اللجان .. اتجاه خاطئ .. ليس فقط على مستوى القرارات .. بل على مستوى معايير الاختيار .. وهنا مربط الفرس ..!!