شيعت امس جنازة الشيخ الدكتور عبد الهادي بن الشيخ ميرزا محسن الفضلي الذي وافته المنية بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر يناهز 78 عاماً بمدينة الدمام في المنطقة الشرقية إلى مثواه الأخير بمقبرة سيهات. وزحفت جموع المعزين والمشيعين على رأسهم المشايخ والوجهاء من الاحساءوالدماموسيهات والقطيف وغيرها الى الموقع المخصص لمراسم تشييع الراحل الذي ولد في العاشر من رمضان المبارك سنة 1354ه بقرية "صبخة العرب" إحدى القرى القريبة من البصرة بالعراق حيث كانت تسكن العائلة بعد رحيلها من الأحساء ، وبعد أن ختم القرآن الكريم لدى كتّاب البصرة التحق بالمدرسة الابتدائية وفي سنة 1368ه انتقل إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته وعمره "14" عاماً ، ثم التحق بكلية الفقه في النجف، وحصل منها على "البكالوريوس" في اللغة العربية والعلوم الإسلامية سنة 1382ه وكان ضمن الدفعة الأولى للكلية ، ثم واصل دراسته الجامعية والتحق بكلية الآداب بجامعة بغداد وتخرج منها سنة 1391ه بدرجة ماجستير آداب في اللغة العربية وفي سنة 1391ه غادر النجف الأشرف إلى مدينة "جدًة" وعيّن مدرساً لمادتي النحو والصرف في جامعة الملك عبد العزيز وبعد عامين من التدريس ابتعثته الجامعة إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وحصل منها سنة 1396ه على درجة الدكتوراة في اللغة العربية في النحو والصرف والعروض بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف واستمر في جدة مدرساً بالجامعة حتى عام 1409ه حتى احيل للتقاعد ، واختير أستاذا لمادتي المنطق وأصول البحث في "الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية" بلندن، متوليا الإشراف على بعض طلبة الماجستير والدكتوراة فيها ، وحظي الراحل في المنطقة الشرقية باحترام ومكانة مرموقة بين العلماء والمثقفين ، وله مشاركات واسعة من المحاضرات والندوات في المجالات الثقافية بالمنطقة ، وكانت له في "النجف الأشرف" و"جدة" نشاطات ومشاركات أدبية وثقافية كثيرة منها عضويته في "جمعية منتدى النشر" و"جمعية الرابطة الأدبية" في النجف الأشرف و"النادي الثقافي الأدبي" بجدًة، كما اختير في النجف عضواً في أسرة تحرير نشرة "الأضواء" التي تصدرها "جماعة العلماء" وعضواً في هيئة تحرير مجلة "النجف" التي تصدر عن كلية الفقه ، وفي جامعة الملك عبد العزيز اختير أيضاً عضواً في هيئة تحرير نشرة "أخبار الجامعة" وكان الرئيس الأول المؤسس لقسم اللغة العربية والعضو المؤسس والدائم في لجنة المخطوطات بمكتبتها المركزية وشارك في مناقشة بعض الرسائل الجامعية للدراسات العليا واشراف على بعضها ، واختير أيضاً محكماً لجملة من أبحاث الترقيات العلمية.