قللت واشنطن من خطر اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية، في أعقاب أسابيع من التصريحات العدائية من جانب كوريا الشمالية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني : إنه «لن يفاجأ إذا قامت بيونغ يانغ بتجربة صاروخية. أما الجيش الأمريكي فقد وصف اللهجة الصادرة عن بيونغ يانغ بأنها «مثيرة للقلق» لكن لا يبدو أنها تشير إلى الحرب. وتأتي تصريحات المسؤولين الأمريكيين في أعقاب قيام كوريا الشمالية بإبلاغ البعثات الدبلوماسية على أراضيها بأن «تضع في الاعتبار احتمال إجلاء موظفيها من العاصمة بيونغيانغ». أفادت الصحافة اليابانية أمس بأن الجيش الامريكي على وشك ارسال طائرة تجسس بدون طيار الى احدى قواعده في اليابان بهدف تعزيز مراقبة كوريا الشمالية التي يشتبه في انها تحضر لاطلاق صاروخ طائرة تجسس وافادت الصحافة اليابانية أمس بأن الجيش الامريكي على وشك ارسال طائرة تجسس بدون طيار الى احدى قواعده في اليابان بهدف تعزيز مراقبة كوريا الشمالية التي يشتبه في انها تحضر لاطلاق صاروخ. وقالت صحيفة سانكي شيمبون اليمينية نقلا عن مصادر حكومية : إن طائرة من نوع «غلوبال هوك» بدون طيار ستنشر في قاعدة ميزاوا الجوية الاميركية في شمال اليابان، ليكون بذلك أول نشر لطائرة مراقبة من هذا النوع في الأرخبيل. وأشارت معلومات الى ان الجيش الامريكي أبلغ اولا اليابان الشهر الماضي بخطته نشر هذه الطائرة بين يونيو وسبتمبر، لكن تنفيذ هذه الخطة تسارع بسبب أنشطة كوريا الشمالية التي زادت تهديداتها للدول المجاورة والولايات المتحدة، وحسب وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب فان كوريا الشمالية نقلت صاروخا ثانيا متوسط المدى من نوع موسودان الى ساحلها الشرقي ونصبته على منصة إطلاق نقالة. والصاروخ موسودان - الذي كشفت عنه بيونغ يانغ للمرة الاولى في مناسبة عرض عسكري في اكتوبر 2010 - يبلغ مداه نظريا ثلاثة آلاف كم اييمكن ان يبلغ كوريا الجنوبية أو اليابان. وفي حال لم يجهز بشحنة ثقيلة، فيمكن ان يصل مداه الى أربعة آلاف كم اي جزيرة غوام في المحيط الهادىء، حيث هناك قواعد عسكرية امريكية كبرى. أوامر للجيش الشمالي من جهته, قال تقرير تلفزيوني كوري شمالي أمس: إن الزعيم كيم جونج أون أمر الجيش بزيادة إنتاج مدفعية. وأظهر التقرير - الذي بثه تلفزيون كوريا الشمالية المركزي كيم جونج أون وهو يقول للعاملين في صناعة الدفاع في 17 مارس - أن أعداءهم يستعدون للحرب، وشدد على الحاجة إلى مزيد من المدفعية «الموثوق فيها».ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن كيم جونج أون قوله «بمجرد اندلاع الحرب، يتعين علينا تدمير المواقع العسكرية المهمة والمؤسسات الحكومية بضربة سريعة ومفاجئة»، .وتابع «يجب علينا أن نضمن تماما نوعية مدفعيتنا وقذائفنا لضمان هجوم وقائي سريع ضد أعدائنا». المجمع الصناعي المشترك وفي السياق, رفضت كوريا الشمالية أمس رفع حظر دخول الكوريين الجنوبيين الى مجمع كايسونغ الصناعي المشترك الواقع في الجانب الكوري الشمالي من الحدود بين الكوريتين. والدخول الى المجمع الذي تموله سيول حظر منذ الأربعاء عندما وصل التوتر الكوري- الكوري الى أعلى مستوى منذ سنوات. وشوهد عدد قليل من الشاحنات المحملة بالمؤن والمواد الأولية التي وصلت في ساعة مبكرة من المعبر للدخول الى كايسونغ، لكنها عادت أدراجها بعد ان تبلغت بأن الجانب الكوري الشمالي لا يزال يمنع الأشخاص والعربات من العبور. وحذر المديرون الكوريون الجنوبيون من ان منع حركة المواد الأولية والموظفين قد يحتم عليهم إغلاق عملياتهم في كايسونغ في غضون أيام. وسمحت بيونغ يانغ للكوريين الجنوبيين - الذين لا يزالون داخل المجمع - بمغادرته، وعبر 92 شخصا منهم الى كوريا الجنوبية السبت، وبقي 516 كوريا جنوبيا داخل المجمع حسبما اكدته وزارة التوحيد الكورية الجنوبية. تنسيق أوروبي وفي السياق, بدأت الدول الأوروبية - التي توجد لها بعثات دبلوماسية في العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يونغ - اتصالات لتنسيق مواقفها بشأن التطورات في هذا البلد. وأوضحت مصادر دبلوماسية أوروبية في بروكسل إن سبع دول أوروبية لها دبلوماسيون حاليًا في بيونغ يونغ تنسق فيما بينها لتقييم الموقف والتفكير في احتمال تنفيذ عملية إجلاء لهم. وبينت المصادر إن دول الاتحاد الأوروبي - التي تمتلك سفارات في بيونغ يانغ وهي « ألمانيا والسويد وبريطانيا وبلغاريا ورومانيا وجمهورية التشيك وبولندا إضافة إلى فرنسا التي تحتفظ بممثل لها - تدرس إمكانية إجلاء جزء من موظفي سفاراتها، إلا أنها لا تريد إغلاق بعثاتها وفق نفس المصادر.