لم يفضل المواطن إبراهيم البراهيم 60 عاماً، الجلوس في منزله الكائن في حي النمر والاكتفاء بما يتقاضاه من راتب التقاعد الذي يستلمه كل نهاية شهر من جهة عمله السابق الذي تقاعد منه قبل عام ونصف، بل راح يجوب الأرض طولاً وعرضاً بحثاً عن مصدر رزق يعيش منه بقية حياته ويؤمن منه قوت عائلته، البراهيم استقر به الحال منذ 6 أشهر في أروقة سوق التلفزيون بالدمام «الحراج» من خلال ممارسة مهنة بائع للأجهزة الكهربائية المستعملة عبر بسطة متواضعة افترشها بالأرض في إحدى زوايا السوق، البراهيم بدأ حديثه عن بسطته البسيطة قائلاً: «أعيش في نعمة ولله الحمد ولا أعاني من ظروف مادية تجبرني على العمل كبائع في سوق الحراج بعد تقاعدي من وظيفتي التي خدمت فيها قرابة 20 عاماً، فأنا أحب العمل والجلوس في المنزل يسبب لي الكثير من التعب والإرهاق بالإضافة إلى الفراغ الذي قد ينتابني عند عدم إشغال وقتي بهذه البسطة التي أصبحت متنفسا لي أقضي فيه أغلب يومي»، ويضيف: «أمارس هذه المهنة بكل نشاط وأسلي نفسي وأقضي فيها أسعد الأوقات لاختلاطي بالكثير من المارة، كما أنني أشعر من خلالها بالمتعة وآخر ما أفكر فيه هو الكسب المادي على الرغم من تواضعه إلا أن ذلك لا أهتم له بشكل كبير». البراهيم: أجيد تصليح كل أنواع المكانس وهذا ما جعلني أتوجه لشرائها ومن ثم بيعها بعد إصلاح أعطالها لأن غالبيتها ربما استخدمت لفترة بسيطةويشير البراهيم الى أن الفرحة تغمره عندما يكون مفترشاً بسطته وجالساً وبضاعته أمامه وهو يبيع في إحدى زوايا السوق بالرغم من التعب والإعياء الجسدي الذي ينتابه في بعض الأحيان، إلا أنه لم يضعه في حسبانه حيث يقول: «أذهب إلى السوق يومياً بعد صلاة العصر وأمكث فيه حتى قرابة الساعة التاسعة مساءً، وطيلة هذه المدة تجدني أما متنقلاً ما بين الباعة ممن اعرفهم أو أني أباشر البيع مع الزبائن في حال كان من يرافقني غير موجود». وبين البراهيم أن بضاعته تحتوي على مكانس كهربائية تم تجديدها من خلال إصلاح بعض الأعطال التي جعلت أصحابها يفضلون بيعها بأسعار زهيدة إذ يقول: «أجيد تصليح كل أنواع المكانس وهذا ما جعلني أتوجه لشرائها ومن ثم بيعها بعد إصلاح أعطالها لأن غالبيتها ربما استخدمت لفترة بسيطة وتحتاج إلى صيانة بسيطة لذا أقوم بشرائها وإصلاحها بنفسي ومن ثم بيعها في السوق». وختم البراهيم حديثه بأن العمل ليس عيباً إنما العيب هو الجلوس في المنزل، والتحجج بأنه لا يوجد أعمال، وأنا أطالب الشباب خاصة الباحث عن العمل بأن يستثمروا أوقاتهم من خلال ممارسة العمل الحر، والاستفادة من القطاعات والجهات الحكومية التي تقدم المساعدات كصندوق الأمير سلطان لدعم المشاريع الصغيرة ومعهد ريادة للأعمال والتي تقوم بدعم ومساندة الشباب الراغب في العمل الحر وسد حاجته بالعمل الشريف والرزق الحلال.