حتى لا أوجع قلوبكم وأحبطكم أقول: لا داعي للتذكير بحجم المبالغ التي تم إهدارها في السنوات الأخيرة على مشاريع جدة التي اتضح فيما بعد إنهاء مشاريع (فشوش). تلك المبالغ لو تم صرفها في جيزان أو قرى الاحساء أو في مدن الشمال لكانت كافية لنقلها إلى مصاف المدن المتطورة. تصوروا أنه ومع أن لجان الكشف عن الفساد مازالت تعمل إلا أن أمانة جدة لم تتورع عن طرح مشروع مبالغ في قيمته وغير مكتمل بمواصفاته وكأن ما يجري حولهم لا يعنيهم. هذه المرة تشجعت المالية ورفضت المشروع رغم أننا كنا نتمنى رفض مشاريع المليارات لا مشاريع (الفتات)، ومع ذلك اعتبرناها خطوة الميل في رحلة الألف ميل. الناس في كل مناطق المملكة لا يعجبهم أن تدفع مناطقهم ومدنهم وقراهم ثمن فوضى (اللاحساب) في جدة، بل حتى سكان العروس لا يقبلون أن تمر مصائب المشاريع الورقية مرور الكرام. الجميع يتفق على أن الأولوية هي إلزام كل من سرق بإعادة مسروقاته ومحاسبة من تهاون أو تعمد إهدار المال العام، فالسرقات لا تنتهي بالتقادم. القضاء يمثل الحق والفضيلة وهو مطالب بملاحقة هؤلاء المجرمين الذين لم يراعوا ضمائرهم، ولم يخافوا من علام الغيوب.. ولكم تحياتي. [email protected]