يبدو أن النظام الإيراني بدأ يفقد توازنه إثر التطورات السياسية الأخيرة في المنطقة واتجه إلى استخدام كافة الأوراق السياسية والاستخباراتية والإعلامية بعد أن انكشفت خططه ونواياه التوسعية في منطقة الخليج والعالم العربي. حلم الإمبراطورية الفارسية القديم الذي صاغ استراتيجيته أركان النظام السياسي والعسكري بعد الخطأ الأمريكي القاتل باحتلال العراق واستغلال إيران لهذا الخطأ واستثمار الطائفية في العراق لإحداث شرخ بنيوي في النسيج الوطني العراقي ليكون العراق ملعبها السياسي والطائفي لفرض معادلات جديدة في الخليج والعالم العربي كما رأيناه في الاستثمار السياسي والعسكري في لبنان من خلال حزب الله وكذلك الاستثمار في ورقة حركة حماس عبر الدعم العسكري والمالي والسياسي كل هذا لم يصل إلى مداه المطلوب بالنسبة للنظام الإيراني وعمل على التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج واستثارة الحس الطائفي لإحداث انقسامات كما هو واضح وجلي في البحرين عبر دعم قوى التطرف وإتاحة الفضاء الإعلامي الذي تسيطر عليه طهران لإحداث انقسام طائفي لإيجاد حالة مماثلة لما حدث في العراق غير أن الحسابات لم تتطابق مع المخططات وتم إجهاض ذلك، هذا إذا تذكرنا شبكة التجسس الإيرانية في الكويت وبعض دول الخليج. إدراك حقيقة تلاعب إيران بالشعارات الطائفية واضح وجليّ والأدلة تبدت في أزمة البحرين والتحذير الذي يجب أن تعيه إيران أن فتح أبواب جهنم سيكلفها الكثير وسيقضي على طموحاتها خصوصا أن أمريكا أدركت بعض أخطائها في عشر السنوات الماضية ولا مكان لاستثمار هذه الأخطاء من قبل النظام الإيراني. الخليج منطقة حساسة واستراتيجية للعالم والتلاعب بأمنها واستقرارها لا يعني دولها فقط إنما يعني تعطل مصالح العالم الحيوية وعلى إيران أن تدرك أن وقت اللعب انتهى وعليها أن تثوب إلى رشدها وتكفّ عن تدخلاتها في الشؤون الخليجية والعربية وأن تتفرغ لمشاكلها وأزماتها الداخلية التي تقمعها بقوة. المملكة لن تسمح لإيران أن تعبث بأمن دول الخليج ومن واجبها حماية الخليج ودوله من أطماع إيران ومن أي أخطار محتملة والمطلوب من إيران أن تكف يدها عن التدخل وإيذاء الخليج والعالم العربي.