حبيب الدوس47 عاما، مخترع تحدى الإعاقة بإصراره وعزيمته القوية، كانت بدايته مع الاختراع بعد إعاقته وإصابته بشلل رباعي نتيجة حادث مروري على طريق الجبيل السريع قبل 17 عاما أدى به إلى انقطاع النخاع الشوكي وكسر بالرقبة. التقينا حبيب ليحدّثنا عن بدايته مع الاختراع وما الأسباب التي دعته إلى ذلك حيث قال:» الحاجة هي أم الاختراع فنظراً لظروف إعاقتي فأنا معتمد اعتماد كلي على الغير وفي كل أموري من مأكل ومشرب واتصالات وتصفح للإنترنت والتلفزيون والانتقال من مكان لآخر، حاولت تجاوز هذه المرحلة ببعض الأفكار التي ساهمت بإعتمادي على نفسي بنسبة تصل إلى 50 إلى 60 بالمائة، فاستطعت استخدام الأقلام والملاعق والإبر كأدوات لتحريك الأجهزة الالكترونية والكرسي الكهربائي بعد تغييرها وتكييفها لتناسب قدراتي، فكنت لا أستطيع التحكم وقيادة الكرسي الكهربائي، فقمت بتطوير الجبيرة والتي هي بالأصل لمنع تشوّه اليدين بإضافة قطعة من علاقة الملابس وتثبيتها بالجبيرة واستخدامها كإصبع لتحريك المقوَد، وكذلك إضافة إبرة طبية موصلة بسلك نحاس يلامس اليد لنقل الطاقة للتحكم بالأجهزة الذكية والكتابة عليها واستخدامها دون صعوبة، فمن خلال هذا الاختراع استطعت التنقل من مكان لآخر بواسطة الكرسي الكهربائي والإتصال والتصفح والتقاط بعض الأشياء دون الحاجة إلى أحد، أما بالنسبة للاختراع الآخر فقد قمت بتثبيت قالب على شكل كوب لجبيرة اليد اليمنى، حيث استخدمته لشرب الشاي والقهوة، حيث يتم وضع كوب الشاي أو غيره من المشروبات في هذا القالب ومن خلاله استطيع التحكم به بسهولة، كما تمت إضافة مسمارين بجانب الكوب أحدهما للتحكم بالريموت الخاص بالتليفزيون والهاتف والأجهزة الذكية والآخر أستخدمه لتصفُّح القرآن الكريم. الحبيب لم يقف عند هذا الحد فقد طوّر من الكرسي الكهربائي بإضافة بعض الصناديق التي يحتاجها لحمل مستلزماته الشخصية ومكان مخصص لعلبة الماء والتي أضاف لها أنبوب يستطيع سحبه ووضعه بفمه عند الحاجة للشرب، وكذلك عمل إطار خشبي بمقدمة الكرسي ساعده على فتح الأبواب . الحبيب كان يردِّد طوال جلوسنا معه أن لا إعاقة مع الإرادة، مشيراً أن عدداً من زملائه المنوّمين استفادوا من هذه الابتكارات وساهمت في خدمتهم بشكل كبير .الجدير بالذكر أن حبيب الدوس أحد المقيمين بمستشفى الظهران العام منذ أكثر من 14 عاماً، وهو أحد أعضاء فريق التوعية بخطر الحوادث المرورية وفائدة حزام الأمان وخطر السرعة على حياة الإنسان وقد شارك بعدد من المناسبات والفعاليات في المنطقة والتي كان لها أبلغ الأثر على العديد من الشباب، و يحرص حبيب دائما على دعوة الشباب وطلاب المدارس والجامعات للمستشفى بشكل دوري والتحدث معهم وتقديم النصح لهم .