توصل طالب سعودي في الثانية والعشرين من عمره، إلى اختراع أطلق عليه اسم "الخرسانة الذكية"، يساهم في درء أخطار السيول والفيضانات ومياه الأمطار، حيث تساعد هذه الخرسانة على الحيلولة دون تعرض المدن للغرق جراء عدم قدرة شبكات تصريف المياه على استيعاب الكميات الضخمة من المياه. وقال عضو جمعية المخترعين السعوديين المخترع خالد فهيد السبيعي، ل"الوطن" أمس، إن "فكرة الخرسانة "الذكية" تتمحور في صنع جيل جديد من الخرسانة التي تمنع تراكم مياه الأمطار والسيول في الشوارع في حالة عجز شبكات التصريف عن استيعاب كميات المياه الضخمة". وأوضح السبيعي الذي يقطن مدينة الجبيل الصناعية، أن اختراعه من حيث الشكل هو عبارة عن خرسانة على شكل نصف دائرة تماما، وكأنها جزء مأخوذ من دائرة كاملة اقتطعت من منتصفها بالتساوي، ليظهر الشكل النهائي للخرسانة بجزأين، الأول على شكل مستقيم، والآخر على شكل قوس "نصف دائرة". وفي شرحه طريقة عمل وتركيب الخرسانة الذكية، قال السبيعي "إن تركيب الخرسانة يكون بوضع النصف المستقيم بالأعلى، وبشكل سطحي على مستوى سطح الأرض، بينما يكون النصف الآخر "القوس" بالأسفل ويدفن تحت الأرض". مضيفاً أن "الخرسانة الذكية" تستوعب كمية المياه وتسمح بدخولها عبر الفتحات الموجودة في الجزء المستقيم الأعلى، لتتدفق وتجري بانسيابية في تجويف الخرسانة الداخلي، لإيصالها إلى خارج حدود المدينة، عبر منافذ تكون على مسافة معينة تحددها وتضعها إدارات البلديات في المدن. مشيراً إلى وضع قوالب أسمنتية "تكيات" أسفل الخرسانة للمحافظة على توازنها". وأضاف أن الاختراع يتضمن احتواء الخرسانة على جهاز كهربائي بلا أسلاك، لتنظيفها من وقت لآخر، وهو يشابه لحد كبير المكنسة الكهربائية، ويتم التحكم به عن بعد بواسطة جهاز تحكم "ريموت"، ويحتوي على شريحة تعقب لمعرفة مكانه في الخرسانة، وقد روعي في تصميم الجهاز مسألة الحجم لإخراجه من فتحات الخرسانة، بالإضافة إلى خاصية التوقف عن العمل في حالة وصول كمية طاقة البطارية المتبقية إلى 7 % من الطاقة المشغلة. وأشار السبيعي إلى أن من مميزات الاختراع، توفير الوقت والمال، حيث يمكن تنفيذ المشروع بوقت قياسي من حيث السرعة، وفي الأماكن المزدحمة أيضاً، وبتكلفة أقل ترجع إلى صغر حجم الخرسانة وفعاليتها، دون الحاجة لاستخدام معدات كثيرة، أو إغلاق الشوارع والطرق لمدة طويلة.