بعد اعتراف معظم دول العالم، أصبح الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الوحيد للشعب السوري، وهو المسئول عن علاقات سوريا مع العالم، بعد اعتراف دولي واسع. ويتعين على الدول في العالم العربي والعالم أن تعامل الائتلاف باعتباره حكومة ممثلة للسوريين، وأن تقدر الظروف التي يعمل بها، وأن تساعده على أداء مسئولياته تجاه الشعب السوري داخلياً وخارجياً. ويبدو الائتلاف يواجه مشاكل يتسبب بها، أحياناً، مؤيدوه، مثل المواقف الدولية المترددة التي تثير أسئلة مهمة، وتزرع صعوبات أمام جهود السوريين لبناء دولة المستقبل، فتصريحات الرئيس الفرنسي يوم أمس الاول أن فرنسا سيجحم عن إمداد الثورة السورية بأسلحة دفاعية حتى تتعرف على الأيد الآمنة، تبدو، أي التصريحات، وكأنها تراجع فرنسي عن الحماس الذي كانت تبديه فرنسا في مساندة السوريين. خاصة أن فرنسا هي من أولى الدول التي أيدت الثورة، وأعطت انطباعاً بأنها ستبذل جهوداً مخلصة وحثيثة وتتخذ كل الخطوات ليتخلص السوريون من نظام الأسد الشمولي الذي يحكم بسياسة المعتقلات والتصفية وأخيراً شن حرب على السوريين بأسلحة تدميرية، ما كانت اسرائيل تضطر إلى استخدامها ضد سوريا لو نشبت حرب بينهما. والغريب أن هذا الموقف الفرنسي يأتي في ظل التطورات الإيجابية لصالح الثورة في الميدان، وبعد أن بدأ نظام الأسد يقصف المدن السورية بصواريخ سكود المدمرة، وبعد أن حررت قوى الثورة مساحات واسعة من سوريا، وبعد تشكيل الائتلاف الوطني السوري الذي عين سفيراً في باريس، وبعد أن بدأ المجلس في تشكيل حكومة مؤقتة. كما أن الموقف الفرنسي ظهر بلهجة تفتقر إلى حرارة اللهجة الفرنسية في دعم الثورة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد. ومثل هذه المواقف المحبطة، قطعاً، تؤثر سلباً على زخم تقدم الثوار، كما تعطي نظام الأسد ورعاته خدمات ثمينة لإطالة الحرب واستثمار الوقت في تدمير أكبر ما يمكن من البنى التحتية في سوريا وتصفية أكبر عدد من السوريين. أما فيما يتعلق بمواقف الدول العربية، فإن على الجامعة العربية الآن تطبيق مبدأ الدفاع المشترك، لمناصرة الشعب السوري الذي يتعرض لحرب إبادة أجنبية إيرانية بمساندة روسية مفضوحة، بعنوان محلي هو نظام الأسد الذي لم يعد يمثل أية سلطة شرعية. وليس له مهمة سوى تدمير المدن السورية وقتل أكبر ما يمكن من السوريين.