يثير اغتيال عالم الدين السوري محمد سعيد البوطي، تساؤلات كثيرة، وينذر ببدء مرحلة جديدة من العنف والجرائم التي يرتكبها نظام الأسد. إذ أن المؤشرات تدل على أن النظام وميلشيات رعاته هي التي اغتالت البوطي، فعلى الرغم من أن الشيخ ساند النظام، ولكن زعامة الثورة السورية تقول ان البوطي كان يعتزم الانشقاق ويتحين الفرص لهجر النظام، مما كان سيمثل ضربة موجعة جديدة للنظام ورعاته الذين وظفوا البوطي سابقاً في مقاومة الثورة السورية. لهذا تخلص النظام من الشيخ في خطوة استباقية وكي يكون عبرة لكل من يفكر بالانشقاق من الشيوخ الذين يوظفهم النظام حالياً لتبييض صفحته وإهدائه فتاوى تبرىء النظام وميليشياته من الجرائم وتلقيها على الثوار. واغتيل الشيخ في يوم اعلن فيه زعيم ديني درزي انشقاقه على النظام، كما أن اشتعال منطقة طرابلس اللبنانية يوم أمس مجدداً يؤشر على أن النظام دبر اغتيال البوطي، لأن التنسيق بين النظام وميليشياته كان يجري ويدوي صوت الرصاص في طرابلس كلما ارتكب النظام او ميليشياته ورعاته جريمة في سوريا. وجاء حادث اغتيال البوطي بعد ان استخدم النظام صواريخ سكود لقصف المدن السورية، واستخدام الأسلحة الكيماوية. مما يعني أن جنون النظام يتعاظم تدريجياً وهو مستعد للإقدام على ارتكاب أي جريمة، ولم يعد يتحمل أي انشقاقات جديدة في صفوفه بعد أن بلغ الثوار أحياء دمشق، ويلاحقون فلول النظام وميليشياته في مدن الشرق، كما أن دعوة دول أوروبية للموافقة على تسليح الثورة السورية سوف تصعد من أزمة النظام وجنونه. لأن ذلك يعني أن موسكو فشلت في مساعيها لمنع الدول الأوروبية عن تسليح الثورة السورية، وذلك مقدمة لفشل موسكو المحتوم في الاستمرار بحماية نظام الاسد وتلبية أماني رعاته في طهران. ولأن النظام ورعاته يستخدمون وسائل تدمير عنيفة واساليب اكثر إجرامية كلما ضاق الخناق على النظام، فإن على السوريين والعرب الاستعداد لأنباء اكثر سوءاً في المستقبل. فبعد الدبابات والصواريخ والطائرات وصواريخ سكود، واستخدام خفيف للأسلحة الكيماوية، لم يبق امام النظام إلا شن هجوم واسع النطاق بأسلحة كيماوية، وبكل ما يختزنه من حقد، على المدن السورية، لأنه قد بلغ من الجنون والعصبية نهايتهما تقريباً، ولم يبق إلا ان يتخذ خطوته النهائية للانتحار وتدمير سوريا.