نددت دمشق أمس الأربعاء باعتراف فرنسا بالائتلاف السوري المعارض، معتبرة ذلك «غير أخلاقي»، كما اعتبرت اجتماع المعارضة السورية بالدوحة والذي جرى خلال الأيام الماضية هو «إعلان حرب». وكانت باريس وواشنطن اعترفت بشرعية الائتلاف الجديد، الأمر الذي اعتبره محللون غربيون لحظة مهمة في الأزمة السورية. يأتي ذلك، فيما واصلت دبابات النظام السوري قصف دمشق وضواحيها غداة مقتل حوالى 189 شخصًا الثلاثاء في مناطق مختلفة في سوريا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. واعترفت باريس وواشنطن بشرعية الائتلاف الوطني السوري المعارض، كما فتحت فرنسا الباب أمام إرسال أسلحة إلى المعارضة بطرح احتمال إلغاء الحظر المفروض حاليًا على إرسال السلاح إلى هذا البلد بقرار صادر عن الاتحاد الأوروبي. وردًا على موقف فرنسا، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن اعتراف فرنسا بالائتلاف السوري المعارض هو أمر «غير أخلاقي». وأضاف المقداد «هذا موقف غير أخلاقي لأنه يسمح بقتل السوريين. هم (الفرنسيون) يدعمون قتلة وإرهابيين، ويشجعون على تدمير سوريا». وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال في مؤتمر صحافي عقده في باريس الثلاثاء «أعلن أن فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة الانتقالية المقبلة لسوريا الديموقراطية التي ستتيح الانتهاء مع نظام بشار الأسد». وبعدما كانت الدول الغربية ترفض تسليح المعارضة السورية متذرعة بتفككها، قال هولاند إن مسألة التسلح «ستطرح بالضرورة من جديد». وكان رئيس الائتلاف المعارض الجديد أحمد معاذ الخطيب دعا من القاهرة المجتمع الدولي إلى تسليح المعارضة السورية. وقال في حديث مع وكالة «فرانس برس» الثلاثاء إن «المعارضة بحاجة ملحة للأسلحة، لأسلحة نوعية». من جهتها اعتبرت الولاياتالمتحدة الثلاثاء الائتلاف الوطني السوري «ممثلا شرعيًا للشعب السوري»، لكنها تجنبت الاعتراف به كحكومة انتقالية كما فعلت فرنسا. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر «نعتقد أنه ممثل شرعي للشعب السوري، انعكاس للشعب السوري (...) نريد أيضا أن يبدي (هذا الائتلاف) قدرته على تمثيل السوريين في داخل سوريا». كما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون منح مساعدة إنسانية إضافية قيمتها ثلاثون مليون دولار للمتضررين من النزاع في سوريا ورحبت بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية. وقالت كلينتون باستراليا: «يسعدني أن أعلن أن الولاياتالمتحدة ستقدم ثلاثين مليون دولار إضافية كمساعدة إنسانية لتوفير الغذاء للذين يعانون من الجوع في سوريا واللاجئين الذين فروا إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق». دبلوماسيًا، أعلن مسؤول رسمي ياباني أمس أن اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» الذي تأمل اليابان أن تشارك فيه نحو 60 دولة، من بينها دول في جنوب شرق آسيا، سيعقد في 30 من نوفمبر الجاري في طوكيو. وميدانيًا، تعرضت مناطق في جنوب العاصمة السورية أمس للقصف، تزامنا مع شن الطائرات المقاتلة غارات صباحًا على شمال غرب سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في رسالة إلكترونية «سقطت قذائف عدة صباح الأربعاء على مخيم فلسطين بمدينة دمشق»، من دون أن يحدد مصدر هذه القذائف. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن المنطقة «تشهد عملية عسكرية، لذا يصعب تحديد مصدر القصف على المخيم». من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية صباح أمس عن «بدء القصف المدفعي على شارع فلسطين وحي التضامن». وكان المرصد أشار إلى أن خمسة مقاتلين معارضين قتلوا منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء «خلال اشتباكات وقصف من قبل القوات النظامية على مخيم اليرموك وحي التضامن» في جنوب العاصمة، بينما تعرض حي العسالي المجاور للقصف من القوات النظامية.