إذا تعتزم ماليزيا المدهشة إنشاء (قائمة لوحة العار) لوضع صور مرتكبي المخالفات المرورية فشوارعنا فيها من العار مايكفي لتسويد قائمة تمتد من الأرض وحتى المريخ..! يقول الخبر الوارد من كوالالمبور إن السلطات هناك تعتزم وضع صور مرتكبي المخالفات المرورية في موقع على شبكة الانترنت يسمى قائمة لوحة العار في خطوة لفرملة الزيادة المطردة في حوادث السيارات وقد حث وزير المواصلات الماليزي الناس هناك على الاستعداد لاستخدام هواتفهم النقالة المزوّدة بكاميرات لتصوير مرتكبي المخالفات المرورية وإرسال الصور إلى الموقع وبعد نشرها في قائمة لوحة العار سترسل بالطبع إلى شرطة المرور المحليّة لاتخاذ اللازم نحو معاقبة مرتكبي تلك المخالفات. السؤال هل سيرتدع المخالفون لدينا هنا فيما لو أخذنا بنظام لوحة العار أم سيتسابق (الشباب) إلى تميّز زائف..؟؟ بمعنى هل هكذا أسلوب يمكن أن ينفع في مجتمعنا الذي لايرعوي بعض أفراده عن فعل مالايخطر على البال.؟؟ فهل في ماليزيا على سبيل المثال لا الحصر أُناس تقفز فوق الأرصفه وتمشي مابين حافة الرصيف والطريق العام للوصول إلى الإشاره قبل كل المنتظرين، وهل تغصّ شوارعهم كما لدينا بالأطفال الذين يتسلّون بقيادة السيارات فيحولون الشوارع إلى ميادين لنزواتهم التي تكشف سوء تربيتهم وعوار سلوكهم.؟؟ وهل يحدث في كوالالمبور وبينانغ وغيرها من بقاع ماليزيا المنزعجة من المخالفين مثل مايحدث في الرياض وجدّة والدمام وبريدة وأبها من جنون حقيقي يتمثل في سرعة غير معقولة للمركبات بحيث يظن الرائي أن الناس هنا تسابق الزمن من أجل زيادة الإنتاج والإمساك بتلابيب الوقت لتسجيل الاختراعات قبل الآخرين أو اللحاق بصلوات فائتة قبل طلوع الشمس من مغربها.؟؟ هل يستهتر الناس في ماليزيا بألوان إشارات المرور فلا فرق عندهم بين خطورة الأحمر وسماح الأخضر أما اللون البرتقالي فقد ألغاه البعض من قواميسهم، هل في ماليزيا رجال أعمال ومقاولون يحشرون عمّالهم في مركبات لاتتوفر فيها أبسط اشتراطات السلامه بل لافرق بينها وبين تلك المركبات التي يُحشر فيها عشرة (بعارين) لإيصالها إلى المسلخ..؟؟ يقول الدكتور علي العفنان في اتصال هاتفي (تمنيت أن معي كاميرا لتصوير مجموعة من العُمّال شحنهم كفيلهم بمركبة تشبه تلك التي تُشحن فيها الخيول، ألا يخاف الله فيهم وماذا لو شاهدهم زائر أتى للتو من المطار كيف بالله عليكم ستكون نظرته لأمّة تُدين بالإسلام..؟؟) لو حاول أحد حصر المخالفات المرورية في بلادنا غير القابلة للتصديق لاحتاج الى مجلّدات فمابالكم بالمخالفات الواردة في نظام المرور الذي صنفها إلى ثلاث فئات الأولى وهي أخطرها تتضمن (23) مخالفة تبدأ بقيادة مركبة آلية بدون حيازة رخصة سواقة وتنتهي بمخالفة إجراء سباق على الطرقات بدون ترخيص مسبق، ثم الفئة الثانية وتضم (29) مخالفة تبدأ بعدم التقيّد بالسرعة المُحددة وتنتهي بمخالفة قطع صفوف الفرق العسكرية والمواكب وهي في حالة السير وأخيراً الفئة الثالثة وفيها (40) مخالفة تبدأ بعدم تجهيز المركبة التي تجرّها الحيوانات بآلة لتخفيف السرعة وتنتهي بارتكاب أي أمر محظور بمقتضى نظام المرور ولم يرد له ذكر في أحد جداول المخالفات الثلاثة. إذاً لم أُبالغ حين قلت في فاتحة مقالي هذا ان في شوارعنا من العار المروري مايكفي لتسويد قائمة تمتد من الأرض وتصل للمريخ، لهذا حين يخجل الماليزيون من قائمة العار المرورية فإن البعض من ربعنا سيرددون قول الشاعر: ولا عار إن زالت عن المرء نِعمة ولكنّ عاراً أن يزول التجمّل aalkeaid @alriyadh.com