كان يفترض ، إسلامياً، وأدبياً، أن تكون إيران هي، من بين دول العالم، الأحرص على أمن الدول الإسلامية وسلام مجتمعاتها واستقرار أحوالها . وأن تكون طهران هي الأحرص، على تكون عامل إيجابي في تكاتف البلدان الإسلامية وتعاونها. وهذه الواجبات المفترضة ليست من فراغ ، وإنما تحتمها الشعارات التي ترفعها إيران في كل محفل وفي كل نشرة أخبار وفي كل مناسبة وبلا مناسبة، التي تقول إن إيران تطبق المنهج الإسلامي وتعمل على تعزيز مصالح المسلمين والبلدان الإسلامية. ولكن يبدو أنه كلما أكثرت طهران من الضجيج والشعارات الإسلامية، ترخص هذه الشعارات في إيران إلى درجة الاستخفاف بها وتحويلها إلى مجرد تكتيكات تضليلية لتخدير الناس أو لإعطاء المنظرين الذين ترعاهم إيران مادة للحديث والتحليل. وهي ليست المرة الأولى التي تستهدف شبكات طهران التخريبية الدول العربية والإسلامية ، بل أنها تحرص على نشر هذه الشبكات في البلدان العربية وبالذات في بلدان الخليج ، في نكران لأدبيات الجيرة واحترام الإخوة الإسلامية وعكساً لكل الشعارات التي يتغنى بها الإعلام الإيراني. وقد عانت بلدان عربية وخليجية من طهران وشبكاتها التي تنتشر وتمعن في التخريب كلما كثفت طهران شعاراتها الإسلامية. والمؤسف أن لطهران تاريخا طويلا وسجلا حافلا بالمؤامرات ضد الدول العربية. وليست الشبكة التي كشفتها المملكة، قبل أيام، وأحبطت مؤامراتها وأعمالها هي الشبكة الأولى ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة. وعلى الرغم من أن إيران تعلم أنه قد أصبح لدى المملكة خبرة طويلة وكفاءة عالية، في رصد وكشف شبكات إيران وأساليب تكوينها وسلوكيات، إلا أن طهران مستمرة في تكوين الشبكات وحبك المؤامرات، إلى درجة الاعتقاد أن طهران تنشئ شبكات كي يعتقل أفرادها لتستخدمهم آلتها الإعلامية التي تشن حرباً شعواء ومسمومة ضد المملكة ودول الخليج، مثلما تدفع بالأطفال في البحرين والمراهقين في المملكة لتنظيم اعمال شغب، بهدف ان يقتلوا أو يصابوا بجراح فستخدمهم مادة إعلامية لا أكثر في فضائياتها الموجهة للعالم العربي. وفي ذلك الكثير من رخص الإنسان والتغرير بالشباب والمرضى وذوي الشخصيات الاندفاعية والبسطاء، مهما كان موقعهم وتصنيفهم، وتلويثهم في أعمال خيانات وطنية لبلدانهم ومواطنيهم، فقط كي تستخدمهم طهران في نشراتها الإخبارية وتثير ضجة حول أوضاعهم وأحوالهم، وذلك أكبر الاستخفاف بأرواح الناس والاستخفاف بكراماتهم، وسوء احترام لهم. وهو تطبيق لمبدأ ذرائعي دنيء هو أن الغاية تبرر الوسيلة، وهو مبدأ لا يتوافق مع أي نهج إسلامي ولا يتفق مع مبدأ الأمانة والصدق في العلاقات الإنسانية. وواضح أن طهران لا يمنعها أي محرم ولا حرمات في حربها ضد الأمة العربية والبلدان الخليجية. وسبق أن خدعت طهران الحجاج الإيرانيين الفقراء المسالمين المساكين، وهربت في حقائبهم كميات هائلة من المتفجرات. لكن نباهة موظف جمركي كشفت المؤامرة، لأن الله تعالى أراد أن يحمي بيته ومقدساته وأن يكشف المجرمين. فإذا كانت طهران خدعت الحجاج الإيرانيين، وأغلبهم كبار سن وقرويون، ليحملوا أدوات الموت إلى بيت الله العتيق، فلا يمكنها أن تتورع عن فعل أي شيء في أي مكان.