المملكة مستهدفة لأسباب كثيرة أولها أنها، وبالذات الآن، هي الدرع الواقية للأمة العربية والمضادة للهجمات المسعورة المعادية للوطن العربي كياناً وإنساناً وتاريخاً. وثانياً لأن المملكة هي البلد الذي يطبق، في أنظمته المحلية، الشريعة الإسلامية الصافية بلا بهارات وبلا خرافات وبلا تقديس أولياء وبلا شعارات مخادعة. وثالثا لأن الله تعالى حباها بنعمة النفط. والأعداء يعلنون عداءهم صراحة ويختلقون عملاء ومتحدثين عرباً يروجون لسمومهم ويزرعون الهون والهوان في أوساط الأمة ويشككون في ذكائها وقدراتها وطاقاتها، كل ذلك من أجل تعزيز صورة ساداتهم الأجانب وتشويه الصورة العربية. وليس ذلك فحسب، فإن الأصابع العابثة في صفوف الأمة العربية حينما وجدت أن واحداً من أهم مشروعاتها العدوانية التآمرية على الأمة بدأ ينهار في سوريا ويتآكل، خرجت عن طورها وصمتها وأخذت تهدد علناً بأنها سوف ترسل شبكاتها وعملاءها ليزرعوا الفوضى والفساد والاضطراب في الوطن العربي، وبالذات المملكة. وكشف شبكات تخريبية في المملكة ودول الخليج أمر متوقع لأن رعاة التآمر ضد الوطن العربي بلغ بهم التهور إلى إطلاق التهديدات والتصريحات الصلفة بصورة مستمرة وعلنية. ويسجل لوزارة الداخلية والاستخبارات العامة نجاحهما في إحباط مؤامرة شبكة ال18 قبل أن تقدم على تنفيذ أعمالها الشريرة لصالح الرعاة الذين يخططون لإثارة الفتن السوداء في المملكة والخليج والوطن العربي. ويستخدم المتآمرون كل وسائلهم لتنفيذ نواياهم وخططهم الشريرة. ولا يتورعون حتى عن التغرير بصغار سن وشباب وسذج ومرضى وشحنهم بشعارات دينية وعاطفية لتحويلهم إلى أدوات شر، ثم الرمي بهم في نار الفتن وجريمة عداء الأهل والأوطان وآثام الشرور. وأحياناً لا ترى الأصابع الشريرة بأساً لو ألقي القبض على المتورطين، فهي في هذه الحالة سوف تحولهم إلى مادة إعلامية مغلفة بالخدع والبكائيات والافتراءات بكل أنواعها. مثلما يحدث في البحرين حينما تدفع رؤوس المؤامرة بصغار سن وقصر ويافعين إلى أماكن الاضطرابات وتغريهم بتنفيذ أعمال شغب ومصاولة الشرطة، وتعرضهم للأخطار، فقط من أجل مهمة واحدة هي أن يصابوا أو يقتل بعضهم لتوظف مصابهم في آلتها الإعلامية وتختلق قصصاً ومزاعم. وتستخدم هذه الآلة الشريرة مبدأ الغاية تبرر الوسيلة بأبشع صوره وانتهاكاته. وسبق لمخططي الشر أن استهدفوا أكثر من بلد خليجي في مدة وجيزة. وشبكة ال18 التي قبضت المملكة على أفرادها لن تكون الأخيرة. ولكن أملنا بشباب يسهرون على أمن الخليج ولديهم معرفة دقيقة وواثقة بأساليب أهل الشرور ومكرهم. وهذه الحوادث تحتم على بلدان الخليج أن ترفع من درجة التنسيق بين أجهزتها الأمنية وأن تكون أكثر يقظة، وبالذات في هي الأيام، التي يشتد فيها جنون المتآمرين الأجانب ويفقدون عقولهم كلما اقترب نظام بشار الأسد من نهايته وانهيار مشروعهم وحلمهم التاريخي في سوريا.